بين البراغماتية والواقعية السياسية: حين تكون المصلحة قدر السياسة
لم تعد "البراغماتية" مجرّد مقاربة تتقاطع مع الواقعية السياسية التي تضع القوة والمصلحة فوق المبادئ، إذ تجاوزتها إلى نهجٍ يعيد صياغة الأولويات وفق ما هو عملي وفعّال، وفي هذا السياق، قد يتم تهميش بعض الثوابت أو يُعادُ تأويلها بما يتوافق مع مقتضيات المصلحة أو المنفعة. على سبيل المثال: في العلاقات الدولية، لا يشمل مفهوم "العدو" بالضرورة كل من لا ينتمي إلى "نحن" ، ولا من صوَّرته السرديات كعدو تاريخي جوهري. وبالتالي، إن لم يكن "العداء" دائمًا وليد خصومة ثابتة، فإن "التحالف" بدوره لا يعني حتمًا صداقة ، ولا يستند غالبًا إلى ولاء راسخ للمبادئ أو القيم المشتركة بين دولتين أو أكثر... إذ قد يكون مجرد اتفاقٍ ظرفي، تحركه مصلحة مشتركة في مواجهة تهديد معيّن. وما إن يزول هذا التهديد، حتى يتحول الحليف إلى خصم. وتتبدل المواقع، وتعاد صياغة المواقف كما لو أنها لم تكن. وهذه ليست حالة استثنائية، بل نمط يعيد نفسه مرارًا في التاريخ المعاصر، حيث لا تكون ثنائيات الخير والشر، العَدو والصديق، أكثر من انعكاساتٍ لعلاقاتٍ هشة تحكمها المصالح الآنية .. خلال الحرب ...