الاثنين، 22 نوفمبر 2010

يــوسُف سَلامُ الله عَليكْ…

يــوسُف سَلامُ الله عَليكْ…

يوسف، ألست أنتَ أمير الحلم القادم من غيب ذاكرة ثلاثين عاماً ؟؟؟…

يوسف، ألستَ أنتَ المعنى الخالد للعطاء الإلهي حيثُ تجلت في طلعتك حقيقة الجمال والعفة والطهارة والإنسانية والرحمة..؟؟

يوسف، ألستَ أنت صاحب قميص الحزن الذي لم يزل يعانق غروب مدينة طيبة الفرعونية.

يوسف، ألستَ أنتَ ذلك الفتى الذي عشق الصدق قلبه ولسانه فكُتِبَ عند الله والناس صدِّيقاً ؟؟؟.. 


نعم هو  أنت … حديث الروح للنفس ،وحديث النفس المطمئنة للجسد…

نعم هو أنت … الفتى الملائكي الذي همس في أذن أبيه ساعة فجرٍ قدسي قائلاً:
﴿ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾

يوسُف، أيها الصدِّيق أفتنا… فسِّر لنا أحلامنا.. واجهر بتأويلها واسمعنا من لدنَّك ما علمك إياه ربكَ وربنا الله السَّميعُ البصير العليم الحكيم..

وعَلِمنا

كيف نُنْشأ من الرّوحِ حلماً ، ومن الأحد عشر ألف حكمة ، ومن ضياءِ الشمس ونورِ القمر آية في التضحية و الصّبر الجميل  …

علِّمنا من تأويل الأحاديث ما نستطيع به تجاوز أزمة الوجود في مملكة الإنسانية .

علمنا كيف يكون البعيد قريباً بالقرب من أبيك، وكيف يبصر الأعمى بقلبه، ويسمع الحكيم بعقله..

علِمنا


فنحن يا نبيَّ الله


شعوبٌ تخجل من أحلامها، وتهرّول سريعاً إلى مدِّعي العِلْمِ لتسفيهها ونسيانها.

فنخرج من صومعة الظلام مخلوقات تقول ولا تفعل وتشهدُ و تتكلم بما لا تعرف...

نحن يا أمير الحلم شعوبٌ تكره أحلامها كما كانت جاهليتنا تكره الأنثى فلا تسمع لها في الحياة صوتاً ولا جدالاً … 


نحن شعوبٌ تلعن أحلامها … فتولد مشوهه…عاصية كافرة.. مُعَلَقة بين السماء والأرض تأكل من رأس أبجديتهاالغربان ..


نحن شعوب لا تفقه أحلامها فقد أسدلنا ستائر الجهل على  معتقداتنا لتصير رؤانا أضغاث أحلام…

نحن شعوبٌ بزمنٍ مقتول، مذبوح،لا ينتظر رأياً من رؤيا صالحة ولا يبحث عن أملٍ يَبْعَثُ في خلايا المكان روح الزمان…

يوسف أيها الحكيم

نحن شعوبٌ أحلامها تتمنطق بالفراغ وتتشقلب في الصحاري كالسراب… أرباب مُعبريها ساخرون بكيدِ عظيم.فهم كهنة حساب بلا منطق تراهم يستخدمون لذات الشيء مئة وعاء وألف مكيال.

ساخرون فهم كالأصنام لا يحلمون.

علِّمنا فقد كفر بانسانيتنا الشرق والغرب ، وملئت شكوانا من أفعال القٌبح الآفاق ، فكلٌّ منا له في الوجود غاية على حساب أخيه…

يا نبيّ الله 

لم ينجدنا قبسٌ من نور البداية لنُدرِك حال النهاية

لو أننا خُلقنا من حجارة لكنَّا سمعنا وأبصرنا وأدركنا أن

الصادق في حديثه صادقٌ في أحلامه…

وأن صناعة حلمٍ أهم وأعظم من حقيقة واقع …



عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...