الأحد، 18 فبراير 2024

عندما يكون الأمل ميلادًا

 


أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا يرتقي بها إلى تفرّد الفكر والوجدان..
فإن هذا هو تمامًا ما يعنيه الأمل. 
وعندما يكون ذات الشعور - أي الأمل- شاهدًا على قوة الإرادة في أوقات التخلي والتّحوّل.
وسندًا حقيقيًا يضفي على قيمة الحياة المعنى والثّبات، حتَّى في أصعب الظروف والمواقف. 
فإنّه بتفاعلاته العميقة تلك..
واّلتي تتشكل وتتأثر بظروف التصورات الذاتية والخبرات الشخصية. 
يكون قد تَخَطَّى الوصف السّطحي العابر، إلى اعتباره جزءًا أساسيًا من الوجود، له أبعاده المتشعبة وامتداداته المُتَجَذِّرَة في أعماق النّفس الانسانية. 
وحين يتجلى الأمل كقوَّةٍ مُلْهِمَة ومُحَفِّزِة، فتبعث في القلوب المتعبة القناعة بأن للنهايات الفاترة أُفُقًا رَحبًا آخر لم ينكشف بعد..
فإنه يُمْكِنُ بكل بساطة لمواجهةٍ صادقةٍ وصريحةٍ مع الذَّات أَنْ تُثْمِرَ بدايةٍ جديدةٍ أكثر عمقًا وتصَالحِيَّة.
لذا أتمسّك بالأمل، وأنادي به في يقظة الإحساس، شمسًا واثقة أُتَغَلَّبُ بها على تداعيات الزمن وظلاله اللاواعية، وعلى كلّ ما أزعجني، وآلمني، ولم أقوَ على احتماله وحدي..
أَتَمَسَّكُ بالأمل لأَنَّ هناك دائمًا ما يَسْتَلْزِمُ تَهْيِئَةَ اَلْقَلْبِ لِحُضُورِهِ عندما يَأْتِي بما تَبَقَّى بعد طرح الخيبات من مجموع التّوقُّعات.
ولأَنَّه أَحد أبوابِ الوعي الأَكثرِ عقلانِيَّة، وخُلاصة الحكمة والواقعيَّة الَّتي تُقَدِّمُها التَّجارِب.
ولأَنَّ الحبّ، ما زال يَكبُرُ ويَتَعَاظَمُ ويزدَادُ ثباتًا وتشبُّثًا بقلبي.
مِثْل مِرآةٍ عملاقةٍ مُثَبَّتَة على مسرح العاطفة، تُدرِكَ بها الرُّوح حقيقتها، ومكامن الجمال فيها.
والَّذي لولاه ما شعرتْ بكلِّ هذا الحنين إلى وَقْتٍ مَضَى، أو التَّوْق إِلى آخر آت...
فأي فكرةٍ واعيةٍ كالأمل تستطيع أن تملأ قلبي بالشّجاعة والرِّضا، عندما أكون فعلًا غير آبِهةٍ بِأَوَانِ الأمنيات، وانشغالِها عنِّي بمواقيتها الغامضة.!؟
وقد أدركت أَنَّ الأحلام حتَّى لو أَخَذَت طابعًا سُكُونِيًّا، أَو كانت مُهَمَّشَةً بتأثير تفاصيل حياتي اليوميَّة، وقائمة أَولويَّاتٍ مُتَغَيِّرةٍ حسب الظُّروف والأحوال، فإِنَّها ستظلُّ حيَّةً في أعماقي..
فالأمل مهما كان بَسِيطًا أو نِسْبِيًّا.
ليس ذلك الوهم اللَّذيذ المُتَمَرِّدِ على نَكَهَاتِ الأَمر الواقع.
ولا يَعنِي بالتَّأكيد حال الضَّياعِ الحِسِّيِّ في تلك العتمة المسكوبة في كَأْسِ الحيادِ.
بَلْ هو اندِماجٌ بين زمَنَيْنِ في وحدةٍ شعورِيَّة تُنسِجُ عمرًا وحيَاة.
وانْتِبَاهٌ أَنِيق لكُلِّ ما يجعلني أكثر انتِمَاءً وَقُربًا لحقائق وجودي وَجوهر إِنسانِيَّتِي. 💖🌹

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...