الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

لمن لا يهمه الأمر...


لم يخطر ببال أحد ربما .. خصوصا ونحن غارقون في غياهب الذاكرة العربية 
المثقوبة أن تكون احدى أهم وأبرز نتائج ما يسمى ”الربيع العربي ” هذا الكم 
الهائل من مشاهد العنف والقتل والدم والدمار وانتهاك الحريات والكرامة 
الانسانية وتهجير الآلاف من أوطانهم.
تلك المشاهد المفجعة والمؤلمة 
التي نطالعها يوميا وهي من الكثرة بحيث أصبحت تفرض نفسها كواقع طبيعي 
..واقع عنوانه العنف في تكرار مقيت لهذه المشاهد يدخلنا أكثر وأكثر في حالة
 من الإحباط والتبلد الحسي...وهذا يحدث حين يصبح ذلك التعاطف التلقائي البسيط
 النابع من الفطرة الانسانية غريباً ومستهجناً وبالتالي لم يعد لكلمة الحق 
ومنطقها أي تأثير وسط هذا الزخم من الأخبار الدموية وهذا الرعب الذي يعتصر 
قلب الاستقرار والسلام في أوطاننا ..وبالرغم من أن الجميع بات مهدداً ترى 
البعض وهم للأسف أصحاب نبرة الصوت العالي يسبح في محيطات التصنيفات وما 
تحمله بطاقات الانتماء البلاستيكية من معلومات .
أعتقد أن هذا العالم الذي أصبح بفضل التكنولوجيا المعاصرة صغيراً بحجم 
علبة الكبريت جعلنا نصطدم ببعضنا البعض في احتكاك مقصود أو غير مقصود لا 
فرق بينهما وبصورة فجائية حتى قبل أن نعي اختلافاتنا ونتعلم ونطبق آداب 
وثقافات وقواعد الاختلاف والحوار والتعاون والتكامل الإجتماعي في واقعنا 
اليومي.. فنحن في الماضي لم نعوّد أنفسنا على تبادل الأفكار مع الآخر 
المختلف كان همّ تحصيل لقمة العيش في وعينا العربي أهم من العلم ومن هذا 
النوع من الثقافة ... وما أحوجنا كنا حينها لقراءات لكتب الدين والتاريخ 
قراءات تبني وتحب وترحم وتعيذنا من لعنة تكرار الأخطاء التاريخية !!
بأي طريق نحن سائرون ؟؟ وإلى أين وصلنا ؟؟ وهناك محرضون يتلاعبون بدماء 
الأبرياء وأرزاقهم من أجل تحقيق منفعة سلطوية رخيصة ترافقهم آلة قتل تقف 
خلفها ارادة عمياء تتفنن بتحويل الأحياء إلى مجاهيل يحملون رقماً كئيباً في
 سجلات الموت ..بتحويل أحلام عروبتنا إلى كوابيس وتشتيت أذهاننا عن حقوقنا 
وقضايانا ومشاكلنا الحقيقية واغراقنا في تفاصيل لا هدف لها إلا اثارة الفتن
 وزرع بذور الإنقسام والكراهية في قلوبنا وضمائرنا.
والسؤال الآن : 
هل تعلمنا الدرس ؟؟ وهل هناك خطاب انساني مقاوم بدأ يختمر في العمق النفسي 
والفكري والروحي للانسان العربي كنتيجة منطقية للأحداث الدامية التي نعيشها
 ... خطاب معتدل يحتضن آمالنا وطموحاتنا بمواطنة تتسع للجميع تقوم على أسس 
العدالة والمساواة والحرية ؟؟
متى؟؟!
متى يدرك أبناء الشرق 
أنهم ليسوا قرابين بشرية للاستبداد والإرهاب والفوضى وأنه لا تبرير للقتل 
وسفك الدماء وامتهان الكرامة الإنسانية وتشييء الإنسان فالحياة مقدسة وهي 
أعظم من أن تقيد بالغرائز والظروف والماديات والعقل الحر هو روحها 
واستحقاقها..
متى ستلتقي بوصلتنا التائهة في ركامات اليأس بجاذبية 
الأرض العربية وبوجهها الحضاري المتسامح فيكون طريقنا الوحيد إليها قائما 
على ما يجمع وليس على ما يفرق... متى ؟؟

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...