الخميس، 27 مايو 2010

يوم في حياة صحيفة مواطن عربي …



جريدة… قهوة صباح ساخنة…حموضة في المعدة تفضح عادات غذائية سيئة …!
نسمات مترددة بين البرودة القارصة والدفء الخجول تجر معها الأوراق المترامية على الإسفلت العتيق…!
يرمي حقيبة جلدية ويجلس بتأن وحرص على مقعده المفضل في الحافلة … يضحك سرا وهو يجول ببصره كافة المقاعد والجالسين عليها ، فقد اعتادوا على ذلك، أن يكون كل منهم في مكانه المخصص .. يهز رأسه ويهمس لنفسه: العادة.!!
يطالع ساعة يده تروق له فكرة الإنتظار … 
 يخرج الجريدة يهم بقراءتها …
لكن وفي خارج اطار العادة تلفت نظره وجوه كثيرة … تزاحم محدثة صخبا كأنه أغنية غجرية…!
يتساءل بدهشة:  هؤلاء من أي أرض ٍ قدموا؟؟ ليسوا من قريتي …ربما فوجٌ سياحي … لكن لا تبدو عليهم هيئة السفر وأيديهم وظهورهم خالية من الأحمال ثم أنهم جاءوا فرادى وليس لديهم من يقودهم….!

يتركهم … ويعود لجريدته يقرأ التاريخ واليوم والعناوين المتباينة…
زيارات دبلوماسية توعد بالتفاؤل ، تبادل ثقافي … صفقات سلاح …يطلق زفرة قوية مزلزلة .
أحد الغرباء يطلب منه بابتسامة جذابة مشاركته المقعد …
قارئ الجريدة:تفضل.!

يجلس الغريب دون أن ينبس بكلمة تدل على الشكر ساحقا الإتساع بجسده العريض.!
تضيق مساحة النور المنبثقة من الصحيفة ، وضعٌ يبعث على الإرتباك لكن ما زالت امكانية القراءة جيدة … يعود إليها.
مؤتمر لمصدري النفط …ارتفاع أسعار الذهب … البورصة تستعيد توازنها …نجاة من أنياب التضخم.!
لو سمحت-فاصل اخباري من الغريب- لو سمحت هل لك أن تساعدني  و تدفع عني ثمن التذكرة لاني لا أملك فلسا واحداً من عملتكم ولم أتمكن من الحصول على…؟!!
 قاطعه قارئ الجريدة بابتسامة مفخخة  وناوله على الفور قطعتين من النقود المعدنية .!
ثم رجع إلى رفيقته محاولا الاندماج معها من جديد … ما بال هذا الصباح أخبار شيقة ؟!
 تنزيلات على ألبسة الموسم الفائت قروض تشمل كافة الاحتياجات… كل شيء بالتقسيط حتى العمليات الجراحية … خصومات مغرية .
عمالة أجنبية من كافة أنحاء المجرة.!
اعلانات…اعلانات…اعلانات.

لو سمحت-فاصل اعلاني من الغريب- هل يمكنني أن أقرأ ما أنهيت من صفحات جريدتك … أشعر بالملل وأرى ان مزاجك هذا الصباح ليس على ما يرام … فلم تتبادل معي سوى اشارات وكلمات مقتضبة لاتوحي لي إلا بانك تشاجرت مع أحد ما أو أن لديك مشكلة في العمل … آه أو ربما أنك تعاني من بعض المشاكل الصحية … أو قد تكون مشكلة مادية مثلا فهذه أكثر مشاكل الرجال تعقيداً فهي تمس رجولته….!!!!!!!!
هيه.انتهينا ، فهمت …خذ ما تريد !! ناوله صفحات عشوائية بغضب مكتوم… يا إلهي أي منطق يحكم هذا الرجل أصبح بقدرة قادر ظلي ومع هذا الجحيم الجالس بجانبي لن أشغل بالي به …جريدتي أهم…!
تعالي أضمك لصدري وأخبريني عن حال الفن…
انهيار أحد أدوار دار الأوبرا …. الفنانة الفلانية تقاضي طبيب التجميل الشهير حيث اكتشفت أن انفها ليس سوى استنساخ لأنوف زميلاتها … معرض الفنان الفلاني الذي يحمل عنوان (آخر يوم في سنة كبيسة) يحطم رقما قياسيا في المبيعات ويتربع على القمة … افتتاح أول مدرسة لتعليم موسيقى ما قبل التاريخ…!

يبتسم قارئ الجريدة ويهمس لنفسه : لولا فقري لذهبت وتعلمتها هذه التي تسمى موسيقى ما قبل التاريخ!!!
لا لا نظري أولى بالعلاج لأتخلص من وساطة الزجاج…
ثم رفع أحد أصابعه ليتأكد من لمعان خاتم بفص أزرق و أكمل هامسا : أمي تؤمن بأني محسود ودائما ما كانت تنبهني أن علي أن أرتدي التمائم خصوصا في المناطق التي يكثر فيها الغرباء … لكن متى سيذهب عني هذا النحس فقد مللت وظيفتي التي تجعل ماء الغسيل دائما بلون الرماد……….!!!!!!!
صرخة…. لا لا يمكن يا لا الحظ .
استدار قارئ الجريدة برأسه وجسده نحو الغريب… ما بك لماذا كل هذا الصراخ ؟؟!!
الغريب و أنفاسه تسابق صوته:اقامتي في بلادكم لم تتجاوز الأسبوع!!.

قارئ الجريدة: نعم فهمت ولماذا الصراخ إذن؟!!
الغريب : أليس هذا اعلان اليناصيب الوطني ؟؟؟!!
قارئ الجريدة وهو على وشك الانفجار: نعم صحيح!
الغريب : هل تصدقني إذن إن أخبرتك بأني الفائز بالجائزة الكبرى لهذا الشهر …!!
الإهداء
إلى كل مواطن اكتشف في الوقت الضائع انه لم يكن سوى جندي مجهول في معركة الظل …!!







الخميس، 13 مايو 2010

ترنيمة الأرواح فوق المياة للأديب الألماني يوهان غوته

ترنيمة الأرواح فوق المياة 
للأديب الألماني يوهان غوته


Gesang der Geister über den Wassern

Des Menschen Seele
Gleicht dem Wasser:
روح المرء تُشبه الماء
Vom Himmel kommt es,
من السماء تأتي
Zum Himmel steigt es,
و إلى السماء تصعد
Und wieder nieder
Zur Erde muß es,
Ewig wechselnd.
وعليهما الهبوط ثانية إلى الأرض في تناوب أبديّ

Strömt von der hohen,
Steilen Felswand
Der reine Strahl,
من الأعلى ينحدر السّيل النقي
Dann stäubt er lieblich
In Wolkenwellen
Zum glatten Fels
 

فيكتسي الغبار بجمال آخاذ 
 في موجات قاتمة
إلى الصخور الناعمة
Und leicht empfangen
Wallt er verschleiernd,
Leisrauschend
Zur Tiefe nieder.

و بترحاب لطيف 

يتموج متستراً
بخرير هاديء ، أسفل إلى الأعماق
Ragen Klippen
Dem Sturz entgegen,
Schäumt er unmutig
Stufenweise
Zum Abgrund.

تنتصب الصخور

لتلتقي انحداره
فيرغي مزبدا ساخطا في مراحل إلى القاع
Im flachen Bette
Schleicht er das Wiesental hin,
Und in dem glatten See
Weiden ihr Antlitz
Alle Gestirne.
 

في المناطق المتمددة

ينساب هادئا إلى الوادي المخضوضر

وفي البحيرة الشفافة الناعمة
تغسل كواكب السماء كلها أوجهها
Wind ist der Welle
Lieblicher Buhler;
Wind mischt vom Grund aus
Schäumende Wogen.

والنسيم هو حبيب الموج الفتّان
حيث يثير الأمواج المزبدة من غور القاع
Seele des Menschen,
Wie gleichst du dem Wasser!
Schicksal des Menschen,
Wie gleichst du dem Wind

روح الإنسان كم تشبِّهها بالماء!
قدر الإنسان…… كم تشبِّهه بالنسيم!
(1779)
 


عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...