الأحد، 16 فبراير 2020

بين النقد والإنتقاد



يقول الكاتب الأمريكي ألبرت هوبارد :
إن أفضل طريقة لتجنب اللوم والإنتقاد
هي ألا تقول شيئا، وألا تفعل شيئا، وألا تكون أي شيء" أي أن تكون نكرة.. 
بلا شك أن القدرة على تقبل النقد والتعامل معه ثقافة لا يمتلكها أي شخص .. 
كذلك معرفة الكيفية التي يكون عليها النقد الإيجابي والإنتقاد السلبي ..
 الجميل أننا نستطيع بقليل من الملاحظة، والمقارنة، وفهم طبيعة العمل النقدي تبين الفرق بينهما .
فالنقد باختصار: هو عملية فحص وتقييم للعمل،الرأي،القول، تكشف نقاط الضعف والقوة فيه مع تقديم اقتراحات وأفكار بديلة تكون من وجهة نظر الناقد مناسبة ومتسقة أكثر مع العمل
إن النقد المطلوب إذاً هو الذي يشعرنا بأهمية ما نقوم به ..
نقد موضوعي، يذكر السلبيات والإيجابيات ، ولا يقف من العمل موقف الضد ..
كما أن النقد الإيجابي لا يزيد الضغوط على النفس، ولا يجرحها أو يؤلمها ..فالناقد العارف والخبير يعطي رأيه ويقيم بعقلانية وبمعزل عن الذات أوالشخصية وذائقتها الخاصة..
لكن الحقيقة المرة تخبرنا أنه مهما حاولنا أن نبحر بأفكارنا بعيدًا عن العواصف والتيارات المعاكسة، فإن هناك أشخاصاً مهووسون فعلا بالإنتقاد، تعرفهم من نمطية تفكيرهم التي تُخضِع كل شيء لمبدأ الإنتقائية، ومن عيونهم التي لا ترى إلا النقص والسلبيات.
كما أنهم بارعون جدا في اصدار الأحكام دون بذل أدنى مجهود وأقصد بالمجهود هنا ما يتطلبه الحكم من المعرفة والتفكير والخبرة حتى يكون صحيحاً ومقبول منطقياً وانسانياً..
والُمنتِقدون رغم كثرتهم وتنوّع أساليبهم إلا أن أكثر ما يثير العجب، ويبعث على الإستغراب منهم، هم أولئك الذين مهما كان النقد لطيفاً وموضوعياً تجدهم يستشيطون غضباً إذا ما تم توجيهه لهم، رغم كونهم أكثر الأشخاص انتقاداً لغيرهم !.إذ أنهم لا يتوانون لحظة عن الإنتقاص والتقليل من شأن أفكار وأعمال الآخرين معتقدين أن الإستعلاء والإستعراض والإحتكام للظن من أسس النقد والتقييم..
ضف إليهم من يسارع إلى تقديم النقد لغاية اثبات وجوده رغم جهله بمعايبر النقد وضوابطه.
الطريف أنّه لا يكتفي بتحطيم قواعد اللباقة واللياقة بتدخله فيما لا يعنيه، بل تجده على استعداد لأن يلغي العمل بأكمله مقابل أن تصبح آراؤه النقدية الفذة مؤثرة ومسموعة ..
نعم النقد البَناء بأنواعه وتعدد أدواته مهم، ولا غنى عنه لتحسين وتطوير الأفكار والأعمال. لكن يبقى أهمها وأعظمها هو النقد الذاتي.
وفي جميع الأحوال علينا ان نكون أكثر وعيا وحكمة لنتمكن من تحديد ما يستحق الاستماع إليه أو تجاهله؛ عسى أن تتسع العقول والقلوب لكل ذلك..

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...