الأحد، 24 أبريل 2016

نهارك المنتظر..

أن تحب يعني أن ترى في فضاءات حضوره كوناً متجدداً لا تمل حواسك من التحليق بين شموسه وأقماره التي لا تعد ولا تحصى!!
أن تخبره كيف أصبحت ساعات النهار على قلتها تغطي فيك مساحات الأمل...
وكيف أمسى الليل حارساً على طقوس اكتمال القمر، وشاهداً على أحاديث حنين تتوهج بالتزامن مع إيقاع كل تفاعل نجميّ يكسر بمجاز الضوء صمت الظلام.
فالحنين في الحب هو أن تحترق إنتظاراً وشوقاً لنبضٍ يضيء في دمك بينما تهمس له قائلا: ها أنا برغم واقعي المشحون بآلام الوعي أتصاعد فيك كطيف حلم.
الحب هو أن تسمح لفرح غامض بأن يسْتَلَّ من دروب يومك المتشعبة تفاصيلها الغريبة.
أن يكون هو نشيدك الكوني الذي يحفظك وتحفظه عن ظهر قلب وتدوّن بإسمه صفحات عمرك لكي تجد نفسك فيه ...
الحب هو أن يمتلئ عالمك بذلك الإختيار الإرادي رغم إيمانك بأن الحب لا يتشكل في القلوب إلا يقيناً يكتشفنا، ويختر عنا،ويعيد صياغة أيامنا، ويأخذنا دائماً إلى حيث لا ندري.
الحب هو أن تشتعل بسرّ جمال تزهو به مرآه القلب ...
جمال لم ولن يتكرر على وجه بشر ...
فلا أحد يراه كما تراه أنت، ولا أحد يدرك تسارع لهفتك لرؤيته كما تدركها أنت ..
أما اللهفة في الحب هي أن تقول للحلم الذي فاض من يديه : تعال أيها المضمّخ بأغنيات الفرح ونسائم السلام تعال إلى أيامي وانتشر ..
الحب هو التحرر التام من قيود اللغة لذا سمه ما شئت فمن العبث محاولة اخراجه من بؤرة الشعور.
ولماذا عليك أن تكون موضوعياً وحيادياً في مسألة داهمت كيانك كشلال هادر!
فأنت حين تحب تتحول إلى أبجدية من نار لا تخشى شيئاً ولا تحسب حساب أحد.
وتصير روحاً عاشقة هائمة أشبه بعصفور قدسته سماوات الحرية ...
فالحرية في الحب هي أن يتدفق كل منا في دم وفكر وروح الآخر
بلا قيد أو شرط...
بلا توقف أو نهاية ...
يولد الحب وينمو ويكبر في صدرك معززاً مكرماً، يحتلك هذا الطفل الذي يطوق عنقك حين ينظر إليك بعينين شفافتين تقرآن بصوتك حالة وجود مرهونة بحركة كوكب يعوم في السماء بحثاً عن طيف نهار.
نهار ينتشلك من لعنة اللاعودة وليلها الأبدي.
من موتك الرمادي.
من وديان ذاكرتك النازفة.
من ثقل هم يوقظ جراحك بظلم يعيد نفسه في دروبك.
هو الحب وحده نهارك المنتظر، يحملك إلى مجرات من نور وطمأنينة، لا يمسها ظلام خوف، ولا تطالها ثرثرة الرماد .

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...