مقتطفات من أفكار الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال



مقتطفات تستحق القراءة والتأمل من أفكار الفيزيائي والرياضي والفيلسوف الفرنسي بليز باسكال يقول فيها: 
في الفكر عظمة الإنسان .. 
قدرنا كله في الفكر، فإلى هنا ينبغي أن ننتسب ، لا إلى المدى، ولا إلى مدة نعجز أن نملأهما. 
فلنعمل إذن على حسن التفكير ففيه مبدأ الأدبيات . 
______________
 فليتفحص كل واحد أفكاره، يجدها مشغولة جميعها بالغابر والآتي. 
نكاد لا نفكر بالحاضر إلا لنستخلص منه ضوءًا لتهيئة الزمن الآتي، وما كان الحاضر غايتنا قط. 
إن الماضي والحاضر وسائلنا أما الآتي وحده غايتنا، وهكذا فنحن لا نعيش بل نأمل أن نعيش وإذا كنا أبداً مستعدين لأن نكون سعداء فقد تحتم ألا نسعد يوماً. 
______________ 
يميز باسكال بين فئتين من الأذهان "المنطقيون" ومثالهم الأكمل المهندسون وهم الذين ينشدون الجلاء في كل شيء ويستنتجون كل شيء وفق نظام دقيق صارم. 
و"الحدسيون" الذين ينصاعون للحس والذوق والقلب.. 
فيقول في ذلك: الذهن نوعان : نوع يدرك نتائج المبادىء إدراكاً سريعاً عميقاً و هو الذهن الصائب، والآخر يعقل عدداً كبيراً من المبادىء دون أن يخلط بينها و هو الذهن الهندسي، أحدهما قوة وصدق في الذهن، والآخر سعة في الذهن.  
وقد ينفصلان لأن الذهن قد يكون قوياً وضيقاً وقد يكون واسعاً وضعيفاً. لو كان لأهل الهندسة كافةً نظر بصير لأمكن إذاً أن يصبحوا مرهفي الأذهان لأنهم لا يخطئون في الإستدلال بالمبادىء التي يعرفونها ولو أصبح أصحاب الذهن المرهف مهندسين لأمكنهم أن يحولوا نظرهم إلى مبادىء الهندسة التي لم يألفوها.  
وهكذا يندر أن يكون المهندسون مرهفين، وأن يكون المرهفون مهندسين، لأن المهندسين يريدون معالجة الأمور بحسب الطريقة الهندسية الدقيقة متجاوزين التعريفات إلى المبادئ. 
وبعكس ذلك الأذهان المرهفة التي تعودت على الحكم من نظرة واحدة عندما يقتضي إليها المرور بتعريفات ومبادئ كثيرة العقم.
 _____________ 
ما أصعب أن تطرح على حكم الغير أمراً دون أن تفسد حكمه بالطريقة التي تطرحها عليه. إذا قلت أراه جميلاً، أو أراه غامضاً أو ما يشبه ذلك فإنك تحمل المخيلة على هذا الحكم أو أنك بالعكس تغيظها فالأفضل ألا تقول شيئاً، فيُحكم بحسب حقيقة الأمر أي ما تضيفه إليه الأحوال ألأخرى التي لم تكن أنت سبباً لها... 
وما أقل الأحكام الراسخة الثابتة. 
_____________
 جميع الحكم الصالحة موجودة في العالم، فلا يعوزها إلا التطبيق.
 _______________ 
وهؤلاء الذين يحتقرون الناس ويساوونهم بالبهائم يريدون أيضاً أن يعجب الناس بهم وأن يصدقوهم وهم يناقضون أنفسهم بشعورهم نفسه، لأن طبيعتهم الأقوى من كل شيء تقنعهم بعظمتهم أكثر من ما يقنعهم العقل بحقارتهم. 
____________
 الإنسان غير جدير بالله ولكنه غير عاجز على أن يعود جديراً به.
 ____________ 
العدل هو ما كان قائماً , و هكذا فجميع شرائعنا القائمة تعتبر عادلة حتماً دون ما بحث لأنها قائمة.
 ____________ 
يقتنع الانسان عادة بالأسباب التي وجدها بذاته أكثر من اقتناعه بالتي مرت في ذهن الآخرين. 
____________
 أتريد أن يقول الناس فيك خيراً ؟ لا تقله عن نفسك ! 
________________
 الذين يستعملون المجازات بغصب الكلام، شأنهم شأن الذين ينشئون نوافذ كاذبة توخياً للنسق. وما كانت قاعدتهم أن يأتوا بالكلام الصحيح، بل أن يرسموا أشكالاً صحيحة.
 _______________  
العدل والقوة: من العدل أن يتبع ما هو عادل، ومن الضرورة أن يتبع ما هو الأقوى. فالعدل بدون القوة عاجز، والقوة بدون العدل غاشمة. 
والعدل بدون القوة يُناهض لأن الدنيا لا تخلو أبداً من أهل الشر، والقوة بدون العدل تُتهم. 
فيجب إذاً أن يتحدا معاً وأن يكون ما هو عادل قوياً، وما هو قوي عادلاً.  
______________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...