الثلاثاء، 18 يناير 2011

تــراتيل جنـــائزية...

تــراتيل جنـــائزية




موسيقى راقصة تنبعث من أمعاء ذئبِ مقدس…
تحتضر ايقاعاتها بتناسق هارموني كئيب بين انتظار البداية الباهتة وحلول النهاية البائسة..
وعلى الرغم من أن موسيقاه مستوحاة من النفس السفلى إلا أن مريديه خلعوا عليه لقب المقدس لأنه جنائزي الطلعة فهو لا يظهر ولا يعمل إلا بمصاحبةالموت
كل هذا الإجرام ..
 جعله أيقونة محرمة في جداريات الحياة والموت .. وضرورة حتمية للوجود…فهو المفكر والمدبر والمسيطر يكفي أنه يتناول مستقبلنا على العشاء وهو متيقن أن الغد سيحمل له الحياة!! …


جــلجامش


جلجامش  من حنجرة حجرية يصرخ قائلاً:
انكيدوصديقي
لما اطرافك باردة كالثلج… وما السرُّ الذي يخفيه صمتك المخيف ؟؟:

انكيدو.. يا ابن الطبيعة الساحرة والبساطة المحببة هل غلبك سلطان النوم وفضلت لذة الراحة على القتال  معي..
.
أرجوك… لا تذهب وتتركني وحيداً مع آلهة غاضبة وأفاعي غاصبة..

لم يكن جلجامش أسير الملذات والشهوات يعلم  بأن هناك حقيقة أقرب إليه من صديقه اسمها الموت..
حقيقة الموت الجسدي
وحقيقةانكيدو 
ذلك الرجل الذي كان يخلص الحيوانات من فخاخ الصيادين وشراك الطامعين …
قالت له كاهنة الحب وهي تعلمه طقوس الحياة المدنية:
"كل الخبز يا انكيدو.عماد الحياة .. وخذ الشراب القوي فهو عادة البلاد."
أكل انكيدو وشرب… اغتسل وارتدى ثوبا أنيقا .. تعامل بلطف مع تجعدات شعره الأشعث…تطيب بأجمل العطور …
أصبح مدنياً
فمات….


احتــضار


مع من أتكلم ؟؟ وقد أصبح العنف سيد الكلام والمنطق ومفجر الإنتفاضات المقدسة و الطريق المتاح  بين آلاف الطرق المغلقة ..
مع من أتكلم… وانتظر بين ذراعيه الفجر والبعث وابتسامة الحياة على أكفان الموت المرعبة..
مع من أتكلم ؟؟
فلا وقت للحوار والكلام.. ولم يبق للزحام سوى الفتات المتبقي من أحلام البشر  وماء ملوث لاحياة فيه..
مع من أتكلم … وأول ادراك لماهية الإختلاف كان قتل "هابيل"…
وأقسم أن هابيل كان يحب الحياة ..
مع من أتكلم… والعبارات  تبرير واستنكار واعتذار لا مكان للحب بين إيحاءاتها
الباردة لكن هناك متسع لإخلاء المسؤولية والفرار…
 



مع من أتكلم؟؟
ودماء الحرية لا زالت تراق على عتبات الكلام


انـعـتاق



هؤلاء هم نخبة الكذب والرياء 

تآمروا مع الشر علي

وقرأوا
كتابي على مسامع الخلق بعيني قط سكِّير ..

ومعهم صديقي الذي جعلني رقماً في سجلات النسيان ، وأحفادي الذين تبرأوا مني وكتبوا على  قبري منافق وأنا عبدٌ مسكين


عذراً…
هذه ليست النهاية بل بداية مرحلة جديدة 
فها أنا أرى  
ما تخبئه هتافات الشعوب المعذبة بنيران  المتدحرجين إلى هاوية المال والسلطة

وأسمع

قراري يتثاءب بين فكي البشرية

يتلو تراتيل جنائزية
 ليغط بعدها في نوم عميق

رولا العمر
18-1-2011
 
 

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...