الجمعة، 9 أكتوبر 2015

رقائق روحانية "الألم"


 -زاهدة: يقولون: أنه يَجب عَلينا أن نتألم لكي نصبح أقوياءْ... ما رأيك ؟
-محب: لا يُمْكِنُ للألمِ أنْ يصنعَ قوةً... فالألمُ يمكنه أن يصنعَ شرًا، وضيقَ أُفُق مُعظمُ الاَلام تجعلُ الانسانَ أقربَ الى العدوانية
-زاهدة: أو أقربَ إلى الموتْ، السُكون، الضَعفْ. لكن الألم قد يكون دافعًا لأن نقوي نقاطَ ضعفنا.
محب: هل تقصدين الموتُ المجازي؟!
-زاهدة: نعم هذا ما أقصده
محب: صحيح.
-زاهدة : لكن ما الذي نشعر به عندما يُهاجمنا الضَعف الانساني ونصبح قليلي الحِيلة أمامَ أزمات الحياة ومشاكلها الكثيرة؟ أليس هو الألمْ.
-محب: الأزمات والمشاكلُ جزءٌ لا يتجزأُ من الحياة، فلولا وجودها لما شعرنا بالجمال والحب والرخاء، فالألم الجسدي مكتوب علينا لأننا بَشر هو جزء من حَياتنا لكن الألمُ الحقيقي هو الجَهل.
-زاهدة: لكن، أعتقد أنّ الانسانْ بحكم تكوينه يبقى جَاهلاًً حتى يدْركُه الألمْ ،وكأنَ الاحساس بالألمْ دليلُ معرفةٍ وحياةْ.!
-محب: يمكننا أن نتقبلَ تلكَ العبارة؛ لكن بتحفظ!!
-زاهدة: ما الذي أثار حفيظتكَ فيها بالضبط؟
-محب: لا نستطيعُ ان نقولَ أنه لولا وجود الألمُ لما شعرنا بأننا أحياء؛ فليسَ الألمُ الدافعَ الحقيقي للحياة!
-زاهدة: أتفق معك تماماً. 

إنّ الآلامَ التي نعيشُها هي ضَريبةٌ للحَياة وليستْ مَعنى الحَياة ولا هدفنا مِنها .
-محب: لا يهمُ أن نتفقَ أو نختلف؛ بل الأهمُ من هذا كله أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام الأزمات والمشاكل.
-زاهدة: أن نصبح أقوى وأكثرَ جرأة وإقداماً في المُواجهة.
-محب: ولا نُعطي الأمورَ أكبرَ حجمها
زاهدة: كيفَ يكونُ ذلك؟
-محب: بالقراءةِ، والثقافةِ تتسعُ المدارك؛ ونستطيعُ التغلبَ على كلِّ المشاكل
فَلَو نظرنا جيداً؛ لعرفنا ان معظمَ مشاكلنا تافهة، وأننا نَحْنُ من نجعلها كبيرةً ومعقدة!!
-زاهدة:هذا على المستوى الشَخصي لكن كيف ستتغلَب على آلامك الواقعة عليك بفعل الغير؟
-محب: مهما كانَ مصدرُ المشاكل؛ فهي بسيطة؛ ولكنها تحتاجُ منا لعقلٍ ورويَّة!! فالحلولُ متاحةٌ لكلِّ مُتدبِّرٍ واعٍ ولا تنسي أنّ الحَق هو القوة .
زاهدة:رغم أن لنا الحق في أن نكون ما نريد بلا ألم ...
إلا أنه لا بدّ أن تتألم.
لا مفرَّ من هذا الشعور الطاغي وفي حينها سَتعيشه بكامل تفاصيلهِ المُرهقة.
-محب: لَمْ أجعلْ للألمِ مكاناً في حياتي، مُطلقاً! عادةً، لا أُلقي بالاً لما يُسمى ألمًا.
-زاهدة:ربما لأننا أقوياء
محب: ربما
ولكنَّ الاقربَ للصواب هو الذكاء الاجتماعيّ!!
-زاهدة: أن تفهم المعنى الحَقيقي للحَياة وتواجه صعوباتها بحكمة يقودها الذّكاء لا الألمْ.
-محب: صحيح، هذا ما عنيتُهُ تماماً. 

فالألمُ هو بحد ذاته ضعيف؛ كالنار، إِنْ لم تُغذّها فَسَتُخمَدُ بأسرع مما نتخيل أو نتصور.
-زاهدة: جميل هذا الوصف، الأمر بالنهاية إرادي نحن من نقرر.
-محب: الذي يَكُونُ صاحبَ قرارٍ حقيقي بحياته، يَكُونُ دائماً سيدَ الموقف..
-زاهدة:صحيح ، يكون دائماً الأقوى.
-محب: سيكون صانعَ سلامْ.
-زاهدة: رغم الألمْ
-محب: رغم الألمْ

رقائق روحانية ....الإيمان


-حالمة : يقولون : الإيمان لا يكون ايماناً،
إلا إذا كان يناقض العقل والمنطق، وإلا فهو فكر وفلسفة ما رأيك؟
-واثق : أُخالفُ المقولةَ جملةً وتفصيلاً؛ فهو لا يتعارض تعارضاً، وإنما يكون الايمانُ كعمليةِ التهذيب.
-حالمة : أو ليس الايمان ملكةً من ملكات العقل فكيف يناقضه ويتعارض معه ...
هل تتفق معي؟
-واثق : طبعاً اتفقُّ تمامَ الاتفاق
 فلا يُمكن أن نكونَ مخلوقين بعقلٍ ومنطقٍ يتعارضُ مع الإيمان ، وخاصةً إذا كنا مؤمنين بلطفِ الله في مخلوقاته.
-حالمة : سيقول البعضْ أن الايمان مصدره القلب والقلبُ أثبت علمياً أن وظيفته فقط ضخ الدم
-واثق: يقولون ما يقولون، ولكن لا يُمْكِنُ للشمسِ أن تُغَطى بغربال، فالإيمان يعتمدُ اعتمادًا لا مُتناهٍ على العقل والمنطق.
-حالمة : الإيمان هو اليقين.
واثق : صحيح ، ولن تتَأتّى درجاتُ اليقين دون عقل ومنطقٍ يدعمه.
-حالمة : حتى تصل بايمانك إلى نقطة اللا عودة
 -واثق: حتى لو وصلت؛ فالعقل والمنطق كحائط الصد لو أن الإيمان يتعارض مع العقل والمنطق؛ لما كانَ للعقلِ والمنطقِ حاجةٌ!!
-حالمة : ولا يمكن لانسان مؤمن بشي أن يكفر به يشكل كامل، هو يوهم نفسه بذلك لكن الإيمان سيظهر
واثق : لو لم يظهرْ؛ فهو أقربُ الى الفطرة
-حالمة : صحيح لدرجةٍ يستحيل التفريق بينهما
-واثق : أوافقكِ تماما.

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...