السبت، 19 سبتمبر 2009

جدائل غباء و رأس رجل مترنح… بقلم رولا العمر



يلتقيان صباحا …
يتبادلان النظرات …
هو يعتقد أنها تحبه
وهي تعتقد انه يحبها…!

يطيلان البقاء تنتظر شيئا يغذي شكوكها نحوه ..!
هو يبقى ساكنا بلا حراك سوى نظرات طويلة معبرة.


تغادر المساحة الخاصة به … لكن ما زالت تعتقد انه يحبها … يتركها هو أيضا مطمئنا واثقا من حبها له…!

          بعد ايام
يراها قادمة من بعيد تنتشي ملامحه…
يثيرها هو فتطيل التأمل فيه…!

ينتظر هو صوتا حالما منها وان كان يستطيع سماع ما يريده من قلبها دون ان تتكلم فهي بالتأكيد تحبه.

هو لم يفعل في يوم ما شيئا من أجلها …!!
وهي لم تتصرف بأنوثة تليق بجمالها  أمامه …!!
لكنه يعتقد أنها تحبه وهي كذلك.!

تجمعهما الصدفة يبدي كل منهما للآخر نوعا مميزا من الاهتمام .
اهتمامه خائف عقيم لا يخرج عن نطاق المعتاد مع انه متأكد من حبها له…!!
اهتمامها فضولي مدفوع بدافع غامض كهذا الرجل لكنها مؤمنة بكلمة الحب التي تصرخ من خلال صمته الخجول…!!!


 يتقابلان تسأله بخليط عجيب من السذاجة والخبث ان كان يحمل في قلبه لها اي نوع من المشاعر.
يرد على سؤالها بسؤال …
يصمت أملا بسماع اجابة منها …!
تختار هي الصمت أيضا   …!
يضحكان… يتبادلان نظرات صبيانية ثم يغادران ولا شيء.
لكنه مازال واثقا من حبها له وهي كذلك…
يحضر أمامها أنثى يتأبط اهتمامها بتباهٍ زائف.
وهي لم تترك اسما ذكريا دون ان تهلل له بآيات الاعجاب أمام رجلها الخجول…

يعتقد هو أنها تغار عليه فهي بالتأكيد تحبه.
ترى هي في غيرته لذة لا حدود لها فهو يحبها بجنون.!!

تهمه أخبارها يراقبها من بعيد يستفزه جنونها…!
تشتاق هي لإرتباكه لبرود كاذب يتصنعه وقت احتراقه حبا.!
يضيعان في حلقة لا متناهية من الحيرة لكنهما مطمئنان ان نسيان كل منهما للآخر مستحيل فكلاهما عاشقان بأمر غامض.

يصمم هو في لحظة يأس أن يتركها ان هي تركته .
وهي ترى في تركه وسيلة لاجباره على الافصاح والبوح بمشاعره .

           يتزوجان


  
يتزوج هو بأخرى…
تتزوج هي بآخر…
زواجهما لم يكن صامتا كحبهما

يلتقيان بعدالزواج !!!
يحاولان ارتداء اي قناع لأي نوع من السعادة …
لا يضحكان هذه المرة قد  ينكشفان.
تهرب من نظراته يتجاهل هو نظراتها.

فهي باتت تعرف انها خسرت بريق جدائلها بسبب انوثة متعثرة.
وهو اصبح يعلم علم اليقين أن  جدائلها عجزت عن انقاذ رجولته المترنحة من السقوط.!
___________




الإنسان لا يحتاج لتخطيط مسبق يسير عليه حتى يتمكن من الوصول إلى الحب لأن الحب الحقيقي هو المسيطر على قوى العقل الظاهر والباطن لذا فمن دروب العبث محاولة اخضاعه لعلم يمنطقه أو تقنينه لينسجم مع حال أو عادة أو ظرف معين.
فالحب هو ذلك الحلم الذي يمسك القلب ويحميه من السقوط في وحل المادة وصقيع الغباء …
وهو بالتالي لا يحتاج الى التفكير والتحليل كي نؤمن بوجوده وحلوله فينا فالعطاء والتضحية يكشفان سره في لحظة اعتراف أسطورية..

ومن هنا أقول:
ما أعظم روح المبادرة في الخير في الحق في الحب في كل ما يتفق مع انسانيتنا .
فبخل العاطفة أو المشاعر اشد فتكا من بخل المال…



عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...