الخميس، 3 سبتمبر 2020

بين أزمنة الحنين والإنتظار


صحيح أن للمسافات الفاصلة بين أزمنة الحنين والإنتظار مستويات متعددة في الحضور، إلا أنها تظلّ دوماً صاحبة الحضور الأبرز في صراع الوعي مع متغيرات الواقع. 
ليصبح الفرار من قسوة تلك المسافات ، وما يرافقها من مشاعر الإحباط والحزن والتعب واحدة من أصعب المهمات في هذه الحياة.
وهو بالتالي ما يجعل السؤال مستمراً عن ما بإمكانه أن يخفف من طغيان ذاك الجبروت،عندما تأخذنا تلك المسافات باتجاه البعيد، إلى زاوية من زوايا النسيان الباردة، إلى حيث تصير ذكرياتنا المستقرة على ذهب القلب، وتفاصيل الأمكنة الساكنة فينا عناويناً للإهمال والغياب..
فلا يبقى لنا في سجلاتها المتخمة بالحياد سوى رتم النهاية المختبئ في نبرة لا مبالية، لا تتوقف عن مطالبتنا بالتزام الصمت والهدوء، وكِتمان الشوق، والثبات على طريق النسيان..
لكن حتى وإن كانت تلك المسافات الجاثمة بثقل خطابها وأحكامها على صفحات القلب هي أول ما تخشاه النفس، فإنه يظل للروح أخيراً موقفها الرافض للإستسلام، وعِلمُها بأنه لا بُدَّ من سفر على دُرُوب الحنين والإنتظار، حتى تلتئم جراح الأغنيات، وتستريح في ذاكرتنا قوافل الغائبين، ويزهر الصمت في أرض الأبجديات عناقيد كناية، وتعود كل الأشياء الجميلة إلى طبيعتها.

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...