الخميس، 11 فبراير 2016

كن متسامحاً...


 
كن متسامحاً ...
 حتى لو غابت عن فوضى ألسنتهم مفردات الحب والاعتذار...
ارتجل أنت ما تبقى  من نص الاحساس بالمعنى وإن خانك التعبير...  
لا تقلق  اسْتَدْعِ من أقاصي السماء وحياً يحفظ لك توازن قلبك وطفولته ... 
كن متسامحاً كما كنت تفعل مع اختيارات ظروفك السيئة لتواقيتها، ومع جرأة أحلامك وهي تطوف بلاد الله بجناحي فراشة، وهذا الفراغ الذي يلسع روحك بإيقاع الغياب .... 
كن متسامحاً احتراماً لفجائية "موت ما" تسري في أوردة أقدارك ..
واصبر إلى أن تنضج العاصفة في صدرك ... فالصبر حياة بعد الموت أمل وهيبة ووقار....
وكن هادئاً ، ساكناً كمعدن نبيل حتى في صعودك الحتمي نحو السماء كغمامة مثقلة بهموم الأرض وأوجاعها... 
كن متسامحا ودافئاً ... 
كن أقوى من هذا الشتاء الذي يغلف أجساد المسكونين بالحنين لشيء كان وسيكون ... 
كن سماويا كنور الصبح وهو يعيد للهواء نقاء الأبدية ليتنفس نشيدك المعطر بالندى كل حي على هذه الأرض... 
سامح...كي لا تفقد الحياة نكهتها ونفسك تشتهي البقاء على قيدها. وقل للسائرين خلف رموز حضارتهم كونوا كأبناء الخيام هم أيضا أهل حضارة لكنهم وبحكم التجربة أصبحوا أكثر نضجاً فتراهم لا يطلبون من الدنيا شيئاً سوى الحياد.. 
كن متسامحاً ... صريحاً وشفافاً ... 
كن أخطر المحاورين وأذكاهم ...
أسلحتك مهارة استماع جيّدة، قلب حيّ ولغة راقية ..
.كن شكل حُجّتك المرئي سيولد الإثبات من صدق عينيك... 
سامح وإياك أن تحزن أو تفرح بذلك، 
كن راضياً مبتسما فقط كهلالٍ يتحدى عتمة سماء رمادية...
لكن لا تنسَ أن تغازل ضميرك الحي على طريقة "موجة بحر عاشقة وقمر وحيد" عندما يأتي لزيارتك في موعده الليلي... سامح... كن أنت سيد عالمك البعيد عن كآبة هذا الواقع ... 
عكازته التي تقيه خطر السقوط من كوابيس جلاديه ...
كن الشاهد الشهيد الذي تمسك بحقه وتسامح بدمه ودموع خاصته ومحبيه.. 
كن متسامحاً.
ولا تلتفت إلى هؤلاء الذين يقفون بينك وبين سلام نفسك يحاصرون مصير نواياك ويقطعون عليها الطريق؛ فغايتك هي أن لا تَفنى في متاهات الإنتقام والألم والحيرة وأن تتمكن من لملمة شظايا من سقطوا دون أن تتأذى أو تُجْرَح .. 
سامح ولا تتحرج أو تتردد إن لم يسعفك النسيان فمن منا استطاع تجاوز وصف الجرح في أعماق اللاشعور ومنعه من الانتشار في الذاكرة كلما دق بابه ألم مفاجئ... 
واعلم... 
أن زماناً امتلأ بأسباب الصراع والفوضى ليس زمانك!!
 لكن زمانك لا نهاية له وهو آتٍ. 
وقد يراك البعض في صمتك الكبير مجرد طفل حالم يلهو مع خيالات السنابل !! 
لكن حصادك الجميل حقيقي وهو قادم...
أو قد يصفونك بأنك فكرة طوباويّة تحترق في فجوة من الاحتمالات والمشاعر المتناقضة مع الآخرين!! 
لكن أسوار تسامحك العالية ستصبح للسائلين من بَعْدِكَ تاريخا تطلع من شرقه شمس الجواب ... 
كن متسامحاً لأجلك أنت... 
لأجل كل عاطفةٍ صاغت لك لحن يومك على أوتار العطاء والتضحية...
 لأجل كل قلبٍ سكنت فيه وكان سقفه من سحاب...
 لأجل كل فكرٍ يهتم بك، ويحتفل بقدومك ، ويرافق خطواتك دون أن يلقي بالاً لمفاجآت وعثرات الطريق ... 
كن متسامحاُ لتتسع الأرض لنا أكثر، وتحتمل صفاتنا واختلافاتنا وتنوعنا ...
 ولتداوي خلال دورانها المهيب جراح الأمس باليوم.. 
وتصنع باستدارتها الأنيقة من تضاريس المكان ملجأ آمناً للضوء. 
ولتبقى أطياف الفصول تجمّل لنا وجه الحياة على مدّ البصر وأكثر .

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...