الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

في المـعنى والجــدوى..


الصدق..
في مرآة الإثبات، 
هناك حالتان لا يستطيع فيهما أحد أن يدرك حقيقة الآخر .
الأولى: حال الصدق وسط مجموعة من المنافقين و محترفي الكذب. 
أما الثانية فهي حال الكذب المتقن بين مجموعة من الصادقين المتعصبين للحقيقة!!


الحيـاد..

هو حالة من التواجد الذكي، والترفع الراقي للمشاعر الإنسانية والإستقرار والسكون وتنظيم الأفكار ورؤية مدى اتساقها مع الأهداف.
الحياد هو اللا سلم واللا حرب مع كل ما يحيط بنا من أفراد وجماعات وايدلوجيات ، وهو فرصة لا تعوض لبناء قوتنا الداخلية من خلال استيعاب التناقضات، ومطالعة الذكريات والتخطيط لمستقبل أفضل. 
لكن
أخطر ما في هذا الوقوف على الخط الفاصل بين الماء والنار هو أننا نغوص أكثر في جدوى ومعنى الحياد الذي نعيشه بينما ينهمك الآخرون بالحديث عن أهمية ما نقوم به في محاولة لتشويش وتشويه هذا الحياد…
الأمر ليس مخيفا إلى هذا الحد خصوصا لو أدركنا أننا مهما فعلنا لن نحظى بإقرار شامل من الجميع على أن
ما نقوم به يصب في مصلحتنا بسبب تصادم المصالح و رغبة أطراف الصراع في اقحام المحايد في حرب نفسية هدفها الأول والأخير خلق شعور مركب من الوساوس والأوهام بأن الحياد ليس أكثر من هزيمة وجبن وقلة حيلة بينما هو في الحقيقة، وللعقول الواعية بحقوقها وواجباتها أول خطوة على طريق القوة الخلاقة …

الإبداع
يعتقد أصحاب المدرسة التحليلية أن الإبداع
نتاج الصراعات الداخلية المكبوتة في الذات … وأنه يأتي كتعويض عن الصراع الناتج بين مطالب وقيود المجتمع والواقع الموضوعي وبين الحاجات البيولوجية …
بينما ترى مدارس أخرى في علم النفس أن الإبداع ينتج عندما يترفع الإنسان عن حاجاته البيولوجية ويكرس نفسه لحاجات عقلية معرفية راقية تمكنه من الوصول بالجهد والمثابرة والإطلاع و كدح العقل والتأمل إلى نقطة الإبداع مع التركيز على أهمية المثيرات البيئية المحيطة بالفرد سواء كانت محفزة أو مثبطة …وفي جميع تفسيرات الإبداع حتى تلك التي تتناول العبقرية والأعمال الخارقة والتي تؤمن بالإلهام الكوني …تبقى كلمة الألم رفيقة الإنسان في رحلته الشاقة نحو الإبداع ،، أما المعاناة فهي الأجنحة التي تهبنا إياها الحقيقة  لنحلق خلال العقل والعاطفة إلى درجة صوفية رفيعة…

الحــريـة
هي أن نقول ونفعل ما نريد …لكن في ظل وجود قيود وظروف اجتماعية ضاغطة أن نكون أحراراً يعني : أن نقوم نحن بوضع القيود على ارادتنا وتقديم تنازلات تكتيكيّة ارادية ومدروسة تضمن لنا مساحة من الحرية تسمح بالتفرد والإبداع فمهما امتلك الفرد من قوة ايجابية فلا يمكن له تجاهل هذه القيود والتابوهات التي يفرضها المجتمع علينا و الخضوع الأعمى لها أو مقاومتها بالعناد يعنى أن نبقى في وضع الدفاع عن الذات واستحضار أخطاء الأخر متناسين أن الهدف الأهم والأسمى للفكرة هو معالجة الخلل وتقديم الحل…
سؤال بلا اجابة لفظية
لم يجب عليه أحد؛ لأن كل فردِ منا له شأن مع الآخر وليس من مصلحة أحد التفكير بصوت عالِ …
لكن قانون الطبيعة يأبى الإستسلام فهو لا زال يحتفظ بمفردات التعبير التي خسرتها البشرية أثناء حديثها المصطنع حول نفسها لنصبح بفضل هذا التنازل معبرين عن كل شيء إلا عن حقيقة ذواتنا و لتكون ردود أفعالنا هي أصدق اجابة على تساؤلاتنا …

—————-

رولا العمر
27-10-2010

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...