الخميس، 6 أكتوبر 2022

هذا الحب... وتلك القُبلة على الجبين

 

 
دون إعادة التفكير، أو التردّد لحظة. 
كنت دومًا أصفهم - هم ومن ماثلهم- بالغرباء.
 فالحقيقة أنَّني منذ بدايات الوعي، 
لا أتبع سوى تلقائيّة روحي. 
تلك النائية بحريتها وسلامها عن اتجاهات التعقيد التي تبدّد نقاط الاتِّصال الحقيقي.
  والبعيدة كل البعد عن صخب المظاهر المشبعة بالتَّكلُّف والتَّصنُّع، حيث تقع مبادىء العقل والقلب في تضادٍّ مخيف...
غرباء... 
وليس لديَّ أَدْنَى شكٍّ في اِسْتمراريَّة ذلك .. 
إذ لم تكن الغرابة في مرورهم العابر على ثُكْنَات القلب، ومغزى الكلمات، في ظرفيَّة لم ولن تكون لصالحهم أبدًا، حيث كان ذلك في حضور سيِّد القلب "أبي". 

إنّما فيما يحملون من "عجائب" وجهات النظر، والتي تعكس بدقة سطحية التفكير والاستنتاج لديهم، وقد تَرَسَّبَتْ جميعها من طباع وأذواق فظة وغليظة في كلامهم الْمُوَجَّهِ لي.

عندما ضجَّت مفرداتهم بنبرة متخمة بالسّماجة والعتمة قائلين: 

"سيأتي الوقت الذي تدركين فيه، أن التَّعبير بِأبْجَدِيَّة الحبِّ، والتغني بمضامينه ومعانيه، ليس إلا سِمة وهمٍ زائل.! " 
 نعم، كان هذا ما تراءى لهم، وأعلنوه صراحة، وعمَّموه كقاعدة لِلتَّعبِير وَالتَّشْكيل لا تقبل الاستثناء؛ ليصبحوا غرباء. 
وما زالوا يتبعون السَّبب الذي صار به كلّ ما يقولونه بلسان تلك التَّقْليعَة الغريبة والمزعجة في التَّفكير لا يتعدَّى لحظته الأولى.. 
إذ أنها لم تستلم من الوجود إلا صداها.  
وقد غابت ملامحهم، وتلاشت تمامًا مقاصد كلامهم من ذاكرتي بمرور الْأَيَّام...  
لكن لم تغب تلك الواثقة، العارفة بمكنونات القلب، المؤمنة بِإِيجابيَّة الحبِّ وآصالته في هذا الكون. 
والتي لأجلها أتذكّر. 
ألا وهي ابتسامة أبي الماسيَّة التي لم تفارق وجنتيه حتى في أثناء ردّه عليهم.  
حين قال لهم ببساطة لا تنثني.. 
وبديهة ساحرة لا توازيها ظنونهم مهما حاولت وارتقت: 
وهل يحيا الإنسان، ويستقيم حاله بلا قلب يتوسط كيانه!. 
وكيف يتحقق له العيش كما يجب، مِّن دُون نبضٍ حرٍّ يتجذَّر في أعماق وجدانه! 
هذا ما قاله أبي فقط، بينما كانت نظراتهم الهاربة من وجه الحقيقة تحدّق في العدم..  
وكنت أنا..  
أتنفس الشّعور من قلبه النَّقِيِّ قوَّة، 
ثم أحرقها حبًّا على جبينه الدُّرِّيّ حين أقبِّله ♾️

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...