السبت، 11 فبراير 2023

ومضة وعي

 
 
شيءٌ ما، يخصّك وحدك، يومض في جسدك، يربطك بما حولك، فيصبح العالم كلّه مُضَاء.
مثل فتيلة الشّمع إذْ تَتَوسَّط عناصر اشتعالها، فتنير بلمسة هواء غير مرئية عتمة المادَّة.
ومضة وعي..
تجعلك بالفعل موجودًا في حياتك. تنشد بالتفكير والتحليل والتقييم فهم كل ما تعيشه ذاتك المدركة؛ وتحديد القرار الأنسب لك والأكثر عقْلانيَّة، بناءً على معلومة أو تجربة سابقة محفوظة في ذاكرتك.
ومضة وعي...
ترصد بها تيّارات الأحداث الحسّيَّة المدجَّجة بالمشاعر المتحفِّزة وهي تنساب بشجاعة عبر شِعَاب الإدراك النابضة بديناميكيّة الحياة.
بينما تحمل لك ومعك مسؤولية حُرِّيَّتك، دروب إرادتك، قلق تساؤلاتك، لغة أحلامك ورغباتك، معالم شخصيتك، إيقاعات أحزانك وأفراحك، ندوب هزائمك، وألق انتصاراتك.
ومضة تسمو بك فكريًا وشعوريًا إلى المعرفة الحقيقية، وتضعك في خانة مكافئة لقوى الكون، مدركًا معطيات واقعك، متصالحًا مع طبيعة ذاتك، حتى لو حشدت الظلال ضِدَّك كلّ انعكاس يَزفِر بترددات ضجيج مخاوفك وهواجسك..
ومضة واحدة ستعطيك هذا اليقين بأنّ لا شيء بإمكانه أن يخدش مرآة مفاهيمك، إذا ما استطعت الوصول إلى مرحلة تُحسن فيها إدارة ما لديك بِالانْتباه والتَّعقُّل والتَّرتيب...
مجرد ومضة وعي...
وستشعر أن زمانك كلّه ملكك...
وأنّ لوجودك بصمة حضور انبثقت من هذا الالتصاق الجوهريّ بمغناطيسيّة الفكرة...
تلك التي لا تحتمل الفراغ، ولا تقبل قسمة الفناء والتلاشي.
ولم تكن بالحظّ والمصادفة على الإطلاق!.

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...