نظرية المعرفة الأفلاطونية (١)

 

نظرية المعرفة الأفلاطونية (١)

Η πλατωνική Θεωρία των Ιδεών 1
استعارة "الخط المسقيم" في كتاب الجمهورية
Η αλληγορία της «γραμμής» στην
Πολιτεία
يقيم أفلاطون تصنيفه لأنواع المعرفة على أساس تفرقته الميتافيزيقية بين العالمين المحسوس المرئي، والمعقول، فيسمي المعرفة التي تتناول العالم الحسي بالظن "δόξα". 

أما المعرفة التي تتناول اللامرئي والمعقول بالعلم والتعقل "νόηση" لذا فالمعرفة اليقينية عند أفلاطون"επιστήμη": هي المعرفة التي تتم بواسطة التعقل المباشر الذي يقع على المبادئ الأولى"Αρχή" أو الماهيات أو عالم المثل. 

وعلى اعتبار أن كل من المعرفة المحسوسة والمعرفة الاستدلالية مراحل لا بدّ من المرور بها للوصول إلى مرحلة العلم الحقيقي.
قام أفلاطون في الكتاب السادس من الجمهورية بشرح الخطوط العريضة للعملية المعرفية وفق ذلك التصنيف من خلال تصور خط مستقيم مقسم إلى أربعة أقسام : القسم الأول: يتضمن الظلال المنعكسة عن العالم المحسوس أي الأوهام "Εικασία" فيما يتضمن القسم الذي يليه مباشرة موجودات العالم الحسي أو الكائنات الحية ومعرفتها تسمى ظن "δόξα" أو اعتقاد "πίστη". 

أما القسم الذي يليه فيشير إلى التصورات الرياضية ومعرفتها فكر استدلالي "διάνοια". 

والقسم الأخير:  يشير إلى المعقولات والتي هي أقرب المبادئ والموجودة بغير حاجة إلى المحسوس. 

وهي عالم المثل ومعرفتها تعقل "νόηση" وهو المرحلة الأقرب إلى أعلى معرفة المثال الأعلى والمبدأ الأسمى وهو " الخير المطلق (τὸ ἀγαθόν)
فيما يؤكد أفلاطون في جميع محاوراته وتساؤلاته بأن طريق المعرفة الحقيقية طريق شاق تصبح فيه الموضوعات مع التقدم أكثر صعوبة. 

وهذا يعني سنوات طويلة من التعليم أي تدريب العقل على ممارسة التفكير الفلسفي وبناء الحجج المجردة التي تؤدي به إلى ما يسميه أفلاطون "الأفكار" η γνώση των ιδεών"
لكن وفي الممارسة العملية كقاعدة تربوية في دولة أفلاطون المثالية فالمعرفة الحقيقية لا تزال متاحة لعدد محدود من الناس الموهوبين القادرين على اجتياز تلك المراحل.

وهي المجموعة أو النخبة التي ستحمل على عاتقها مهمة تثقيف بقية أفراد المجتمع.