الجمعة، 17 سبتمبر 2010

قـالوا فـي المـرض

ܓܨ قـالوا فـي المـرض… ܨ


آآآآآآآه 
جسدي يؤلمني، ورأسي المتعب يراقص قدميّ، وأشعر بأني هالكٌ لا محالة..!
يقرع جرس استدعاء التمريض، فتدخل عليه ممرضة ترتدي ثيابا عصرية تليق بالمشفى المُجهز بأحدث وسائل الراحة والرفاهية ..
صرخ المريض معنفًا الممرضة :
لماذا كلّ هذا التأخير …؟!
من فضلك احضري أغطية اضافية؛ فالحمّى حطمت عظامي، وأشعر بالبرد الشديد ،ثم وأكررها للمرة السبعين، أخرجي باقات الورد من هنا، وخصوصا تلك التي تشبه رأس راقصة جاهلية. 
أما هذا الهاتف اللعين، أقسم بأني سأحطمه إن سمعت له أي صوت لذا قومي بنزع سلك الهاتف قبل أن يتهور أحدهم ويفعلها به وبي..
 وعودي بسرعة قبل أن يحدث لي أيّ مكروه وبدلي الماء البركانيّ هذا بماء بارد فرئتيّ تئن كأنها تحترق، وأشعر بأني مهما شربتُ منه لا أرتوي كماء البحر. 
واستمري بالوقوف هنا بالقرب مني، ولا تغادري الغرفة حتى لو داهمتك آلام المخاض!.
فقد أحتاجك في أي وقت. 
ولا تأذني لأي مخلوق بأن يزورني اليوم، ولا مانع لدي بالنسبة ليوم غد. 
لكن بشرط، أن لا يحضروا معهم أي نوعٍ من الطعام خصوصًا تلك الأطعمة التي تتأكسد بسرعة.!
ولا تقولي في نفسك ما هذا الكلام، فأنا لم أقصّر يوما في عملي!
لا لا فأنتِ تعلمين جيدا أن التنظيف العادي لا يكفي، ولا بدَّ من التعقيم .
هيا افعلي ما أمرتك به دون نقاش، ودون أن يتحول وجهكِ إلى حالة العبوس الرهيبة هذه، بل استمري بالعمل والإبتسامة تزين محياكِ!
ولا تنتظري مني كلمة شكر واحدة، فهذا واجبك، وطبيعة عملك التي تتطلب منك التحلي بالصبر والهدوء.!
واقرأي ملفي جيدا؛ فهناك أنواع من الأدوية والأطعمة تسبب لي الحساسية وإن كان الطعام هنا عديم النكهة أشكّ بأنه لحم سحالي استوائية!!
 فهذا الطبيب المجنون يظن أني آلة لتنفيذ أوامره ونصائحه التي أشك بأنه قادر فعلًا على تطبيق واحدة منها.
وأنتِ ألم تسمعي صوت حذائك ِالموغل في الإزعاج..؟!
وحليك التي تُحْدث رنينًا ينافس ضجيج هذا الشارع الذي لا يهدأ ليلاً ولا نهار .
ماذا؟!
ألم ينتبه مدير المشفى لتلك الآفة القابعة أمام امبراطوريته؟!
فلا تندهشي إذن إن قلت لكِ بأن أخطاءك التي تقترفينها بحق عملك المقدس هي نتاج ادارته الفاشلة.
ثم أسلوب الطبيب -ياإلهي يا إلهي- يعطيني المعلومات الخطيرة هكذا بصوت رخيم، كأنه يغني بمناسبة وطنية أمام جنرالات وفتوات حرب مصيرية!
آه... 
ما سبب هذا الجفاف الذي يلتهم حنجرتي بلا رحمة؟! 
لا يهم .. لا يهم، فالخطر ما زال بعيدًا، أليس كذلك؟؟
صحيح، ما شأن هذه الورقة بين يديكِ؟!
هاتي لأرى، بالتأكيد مصيبة جديدة ؟
ماذا؟؟
لا يمكن!
 تصريح بالخروج من المشفى!.

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...