السبت، 25 نوفمبر 2023

في وحدة الحياة والحرية


إن من يجسدون بأنفسهم التبعية والضعف في قبولهم العيش بناءً على نماذج الآخرين، ليسوا إلا مجرد ظلال لمن/ما يتبعونه على الإطلاق، أو دون تفكير. 

فإذا ما أمعنت النظر في حالهم ستجد أنهم لا يمتلكون أي علامة صدق قد تدل على وعي حرّ، أو شخصية مستقلة، ولن تجد مهما تعمقت ما يقنعك بجدوى البقاء معهم. 

بل ويحسبون في واقع افتقارهم لمرآة "معنى" ترتسم فيها ملامحهم الحقيقية، أنهم يحسنون صنعًا عندما يرددون كالبَبَّغاوات كلّ ما يطرق أوعية السمع لديهم، دون أدنى اكتراث بفناء أعمارهم في خضم تفاصيل مملة، مكررة، وبلا قيمة تذكرهم بحقائق ذواتهم، أو تحثهم على اعتناق مبدأ يواجهون به ظلم الدنيا.

اتركهم إذًا، ولا ترهق نفسك بشأن ما يحملون في رؤوسهم من تُّرَّهات الوهم، وتحيزات الطباع البليدة، فلا يمكن أن يتبع المرء طريقًا مخالفًا لصوت العقل والمنطق، دون أن يكون قد أعطى للألم والندم الكثير من فرص الوجود في حياته لاحقًا..

اتركهم، ولا تناقش فيهم، واحمل راية ضميرك الحيّ لتستقر شامخة هناك في صمت الجبال، وانهمر كالنّور في سلام الشّمس العائدة إلى جراح الحرية بعد غياب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...