الأربعاء، 13 ديسمبر 2023

ليست حربًا

 


ليست حربًا تلكَ اَلَّتِي يَتَسَاقَطُ فِيهَا اَلْأَطْفَال، كأَوراقِ اَلْخَرِيفِ، عَلَى أَكْتَاف اَلْآبَاء والأُمَّهات.

ليست من هذا الكونِ كُلَّ اَلطُّرُقِ التي مَشَى عليها اَلْكِبَارُ في جِنَازَاتِ الصِّغار.

ليس نبضًا حُرًّا ، ولا حتَّى مُعَالَجَةً إِنْسَانِيَّة.. أن يغدو اَلْحُزْنُ الَّذي وُلِدَ كَبِيرًا بِحَجْمٍ يَفُوقُ طَاقَةَ اَلصَّمْتِ فِي كُلِّ ضَمِيرٍ هَامِشًا مِنْ اَلْقَلَقِ.

ليس عدلاً أَن يَسْتَبِدَّ اَلظُّلْمُ بِسَاحَاتِ اَلْكَلَامِ لِتَبْرِيرِ أَفعَالِهِ اَلْوَحشِيَّةِ بِأَجْسَادِ وَأَرْوَاحِ اَلْأَبْرِيَاء، كَمَا يُشَوِّهُ اَلْكَذِبُ اَلْمُؤَدلَجُ بِأَلْوَانِ اَلْإِجْرَامِ وَجْهَ اَلْحَقِيقَة.

ليس مَشْهَدًا عَادِيًّا..بلْ تَارِيخيًا، سَيُكْتَبُ وَيُدَرّسُ لِإِنْسَانِيَّةٍ أَرْقَى وَأَسْمَى..
أَنْ يَحْمِلَ اَلْأَطْفَالُ ثِقْلَ اَلدَّمَارِ كَأَحلَامِهِمْ اَلْمَفْقُودَةِ ، وحقوقهُم الْمُسْتَبَاحَة.

هُناك.... على عَتَبَاتِ اَلْفَهْم، حَيثُ يَرْزَحُ يَوْمُهُمْ الطُّفُولِيُّ تَحتَ ثِقْلِ حُمَمِ اَلْحِقْدِ وَالْعَدَاء..
بَيْنَ أَلَمِ اَلْجُوعِ وَرَعَشَاتِ اَلْبَردِ وَالْخَوْفِ، 
وَمَرَارَةِ اَلْفَقْدِ ، وَقَسْوَةِ اَلْحِرمَان..
حين تَنْعَكِسُ فِي بَرَاءَةِ عُيُونِهِمْ اَلذَّاهِلَةِ 
وَالدَّامِعَةِ أَطْيَافُ أَلْعَابِهِمْ اَلْمَدْفُونَةِ في اَلرُّكَام.
بَيْنَمَا تنظر قُلُوبُهُمْ اَلصَّغِيرَةُ إلى اسْتِحْقَاقَاتٍ كثيرة...
تَجْعَلُ مِنْ حَاضِرِهِم أَبواب عَدَالَةٍ وَنَصْرٍ وَحُرِّيَّة..
اللّه كبير.... 

الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

الوعي: شأن فلسفي مستمر

 


لا يمكن البدء بالممارسة الواقعية لمفهوم ما، قبل البحث في خصائصه الجوهرية، وصقله بالحوار والنقاش؛ وذلك ليظل بسيطًا، واضحًا، ومحددًا، وللتوصل أخيرًا إلى تعريف مشترك.

وهذا بلا شكّ مطلبٌ تاريخيّ للوعي، وهو شأن فلسفي مستمر ومتجدد..

وبالفهم يثبت العقل معنى وجوده، بداية، تعمل الحواس كوسيلة اتصال بين الإنسان وبيئته الخارجية، وذلك عبر إشارات عصبية، وتيارات لا نهائية من المعلومات يقوم الدماغ بتحليلها معتمدًا على مخزون الذاكرة من المفاهيم، والخبرات، والمشاعر؛ لتشكيل أفكار جديدة، واتخاذ القرارات المناسبة بناءً على المعلومات التي تم تحليلها.

واستنادًا إلى ما نراه، ونشعر به، ونعيشه، فإنّ المفاهيم الملموسة هي نتيجة تفاعلنا مع العالم من حولنا، عندما نقوم بتكوين أفكار حول الأشياء المادية والأفعال والأحداث التي أدركناها بحواسنا واختبرناها بالتجربة.. 

أمّا أصدق تعبير عن طاقة المعرفة الكامنة في عقولنا..

والتي تتطلب مستويات أعمق من التفكير والتأمل والثقافة لاستكشاف أبعادها ومعانيها.. 

فهي المفاهيم المجردة..

تلك التي تشير إلى أفكار أو صفات أو كيانات ليس لها تمثيل مباشر في العالم المادي. 

فإذا تأملنا أيًا من هذه المفاهيم المجردة: الحقيقة، العدالة، الحب، الصداقة، الحرية، السعادة. 

سنجد أنها تعتمد بشكل كبير على القيم والمعتقدات الفردية والمجتمعية. 

فالرموز والوسائل التي يتمّ استخدامها للتعبير عنها تكون مختلفة بين الأفراد، والثقافات، والسياقات.

ولأن فهمنا للمفاهيم المجردة يعتمد إلى حد كبير على اللغة، نجد أنه حتى نفس المفهوم يمكن أن تتم معالجته بشكل مختلف في ذهن الفرد اعتمادًا على ما إذا كان التفسير مجازيًا أم حرفيًا للكلمة. 

وأكثر ما تتضح تلك الاختلافات والتباينات، عندما نقوم باستدعاء وتنشيط العناصر الملموسة المرتبطة بها.

ذلك أنّ المفهوم المجرد وإن كان بلا مرجع مادي يمكن تحديده، إلا أنّه يرتبط بالعديد من المفاهيم، أو العناصر المرئية والمحسوسة التي تساعدنا وتسهل علينا استيعابه، وتذكره، وتطبيقه..

على سبيل المثال: يمكن أن يرتبط المفهوم المجرد للحب في ذهن شخص ما بصورة، أو موقف يحمل معاني ومشاعر معينة، أو ذكرى خاصة.

بينما قد تكون العناصر الملموسة لمفهوم الحب من وجهة نظر شخص آخر مرتبطة بتصرفات محددة كالإهتمام والرعاية .. 

فالأمر الطبيعي إذًا هنا، هو اختلاف العقول في كيفية الاستجابة للمفهوم، والتفاعل معه. 

بينما يجب أن ندرك أن هذه العلاقة ليست ثنائية بسيطة. فالمفهوم لا يكون مجردًا تمامًا أو ملموسًا بالكامل، بل تتنوع درجات التجريد والواقعية بين الأقل والأكثر.

بشكل أكثر تحديدًا : هناك المفاهيم أو الأفكار التي تتعلق بالمؤسسات والهياكل التنظيمية في المجتمع، حيث إن التمثيل المؤسسي للمفاهيم المجردة يمكن أن يساهم في تحقيقها على أرض الواقع من خلال مفاهيم مؤسسية جديدة مشابهة لها داخل النظام القانوني والسياسي والاجتماعي بشكل يعكس توازنًا دقيقاً بين التجريد والواقعية. 

على سبيل المثال: دور مفاهيم "العدالة" و "الواجب" و "العدل" وهي مفاهيم أخلاقية مجردة، في تشريع القوانين وتوجيهها لتحقيق المساواة في المجتمعات، وضمان حقوق الأفراد...

وكذلك تتطلب الأشياء المادية المحسوسة مستوىً معينًا من التجريد؛ لتمثيلها كمفاهيم مرتبطة بها، كما تحتاج التجارب الحسية إلى التصورات المجردة، ومن ثم اخضاعها للتحليل والنقد حتى يتسنى لنا فهمها بشكل أعمق..

المفاهيم عبارة عن تصنيفات، أو فئات تلخص وتبسط وتنظم المعلومات بشكل يسهل العمليات الذهنية، ويعزز التواصل مع العالم الحقيقي وهي قابلة للتعديل بمرونة حسب ما يقتضيه السياق، وتفرضه ظروف التجربة. 

وقد يحدث أن العقل قد يعي المفهوم المجرد..

لكن لا يتسنى له فهمه بالكامل حتى يتم وضعه في سياق تطبيقي عملي.

أي العيش، والتواصل، والتفاعل اليومي مع محيطه وواقعه من خلاله؛ في حالة توافقية تحفظ التوازن بين الفهم النظري لتلك الصور الذهنية المجردة التي تمثل فكرة أو معنى معين..

وبين زخم تفاعلاتها على أرض الواقع والتي تمنح الإنسان بحركتها وتغيراتها المستمرة النضج والخبرة.

وسواء كانت التجربة فكرية أو عملية، فإنها رغم صخب حياتنا اليومية المختزل فيها، وكثرة التفاصيل والألوان والتوجهات، والتي بحكم التنوع لا بدّ أنها ستكون متشعبة وشديدة التعقيد، إلا أنّها تجعل المفهوم بما تكسبه إياه من أبعاد جديدة أكثر فاعلية واستمرارية..

وتسهم في ارتقاء وعي الإنسان،  وتعطيه فهمًا أكثر موضوعية، وتعينه على الوصول إلى تفهُّمٍ أعمق لوجهات النظر، وحقائق الأمور...

الأحد، 26 نوفمبر 2023

في القوة الروحية



واقعيًا: رغم أن العدالة لم تتحقق يومًا بشكل مثالي ودائم، أي بشكل يرضي ويلبي توقعات الجميع، إلا أن المطالبة بحضورها الملموس في الواقع سيظل جوهرًا أخلاقيًا أساسيًا لن تتوقف البشرية عن السعي نحو تحقيقه، ومع زخم التحديات، واختلاف الظروف والسياقات، وشح التفاهمات، وطغيان فذلكات البيان، وتقنيات البروباغندا، فإن كل خطوة على ذلك الطريق تنبثق كمعركة وعي أكثر من كونها مجرد حال حركة وتغيير، أو تقدم إلى الأمام. 

سياسيًا: هناك خلل هائل، مرعب، في السياق.

خصوصًا عندما تبدو النقاط في الصورة على غير حقيقتها، والخطوط متغيرة ومعقدة، 

وبالتالي أن تكون زاوية النظر من خلالها عادلة ومنصفة هو أمرُ أقرب للوهم والأمنيات، خصوصا عندما تسود المصالح الاقتصادية والسياسية، وتتحكم غطرسة الهندسة العسكرية بتفاصيل ودقائق المشهد كما تشاء..

لكن إنسانيًا، أو في المنظور الإنساني السليم، حيث انتهت مظلومية الكثير من الشعوب بفضل وعيها بمكامن قوتها، وإيمانها اللامتناهي بحقوقها، وتفعيل ذلك واقعًا على الأرض. 

فإنّ كلّ النقاط محددة، وواضحة، ومكتفية بذاتها؛ لأنها من صميم جوهرنا وإنسانيتنا..

تلك هي تحديدًا "القوة الروحية"، العامل الثابت والحاسم والمهم في بقاء الأمل وتحقيقه..

السبت، 25 نوفمبر 2023

في وحدة الحياة والحرية


إن من يجسدون بأنفسهم التبعية والضعف في قبولهم العيش بناءً على نماذج الآخرين، ليسوا إلا مجرد ظلال لمن/ما يتبعونه على الإطلاق، أو دون تفكير. 

فإذا ما أمعنت النظر في حالهم ستجد أنهم لا يمتلكون أي علامة صدق قد تدل على وعي حرّ، أو شخصية مستقلة، ولن تجد مهما تعمقت ما يقنعك بجدوى البقاء معهم. 

بل ويحسبون في واقع افتقارهم لمرآة "معنى" ترتسم فيها ملامحهم الحقيقية، أنهم يحسنون صنعًا عندما يرددون كالبَبَّغاوات كلّ ما يطرق أوعية السمع لديهم، دون أدنى اكتراث بفناء أعمارهم في خضم تفاصيل مملة، مكررة، وبلا قيمة تذكرهم بحقائق ذواتهم، أو تحثهم على اعتناق مبدأ يواجهون به ظلم الدنيا.

اتركهم إذًا، ولا ترهق نفسك بشأن ما يحملون في رؤوسهم من تُّرَّهات الوهم، وتحيزات الطباع البليدة، فلا يمكن أن يتبع المرء طريقًا مخالفًا لصوت العقل والمنطق، دون أن يكون قد أعطى للألم والندم الكثير من فرص الوجود في حياته لاحقًا..

اتركهم، ولا تناقش فيهم، واحمل راية ضميرك الحيّ لتستقر شامخة هناك في صمت الجبال، وانهمر كالنّور في سلام الشّمس العائدة إلى جراح الحرية بعد غياب.

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2023

حدِّثني عمّا تحب..

 


حدِّثني، يا نقي القلب والوجدان، عمّا تحب.. 

فلم يكن للعتاب أو الغياب يومًا نصيب من حكايتنا.

حدِّثني...

لأعيد عليك سؤالي الأثير عن تعبيرٍ لا يتناقص تأثيره، أو يتضاءل امتداده بمرور الأيام.  

عن كتابة أستطيع بها وصف روحك المتوهجة كأجمل حقيقة في حياتي..

حدِّثني بتلك الكلمات الممتلئة بك. 

عن محبة جعلتني جديرة بأفراح روحي..

عن قطعة موسيقية تحاور النبض وتُحيّره، بين شجن الحنين، وبهجة الاحساس ..

عن وعد "أمسي" المتحقق في "يومي"، دون انشغال البال لحظةً، بظلال الظروف والأحوال القابعة وراء منعطفات الدروب.

حدِّثني كنبع ضوء... 

فكلّي ها هنا معك صاغية، لا أدين لأحد بأي شيء، ولا حتى بذلك المقدار الزمني الفاصل بين رمشة عين وأخرى.

الثلاثاء، 8 أغسطس 2023

حال الكائن في وطنه

 

 
وستعرف أنّك في أسمى درجات الانتماء، حين يستريح قلبك أخيرًا من مقارنات الوعي المرهقة التي كانت تشغل تفكيرك حدّ الحنين، كلّما جنحت بك النظرات الغريبة إلى الغرق في الظنون والأوهام والتساؤلات المتطفلة.

عندما تعيشه بنبضٍ مستقر الهوى "ثقة" تلازمك، ولا تتركك لفوضى الأشباه والأصداء؛ فيكون مجرد التفكير فيه باعثًا على الأمل، وسببًا لانتظار الفرح، وطريقًا لعودة النور، بينما يظلّ تدفق اسمه في الذاكرة مصدر الإلهام وغايته.
ستعرف.. نعم...
وقتما يعود إليك الحلم واقعًا تحرسه قوانين الفكر. وتغمره الروح متى اشتاقت بالحب والتقدير..
ستعرف بكلّ كلمة أزهرت في حدائق المجاز معناها، واستأنفت بذاتها صدق حضورٍ هتف محياك له مُرحِبًا بمشاعر الألفة والطمأنينة..
بالضبط...
تمامًا...
كما هو حال الإنسان عندما يكون في وطنه.💙🌊

الأربعاء، 17 مايو 2023

في مسارات الذّاكرة المنسيّة


 

رغم أنَّه لا توجد صفة التصقتْ بنا أَكثر من النِّسيان، إلَّا أنَّ النَّفس لا تَفْقِد شيئًا من مضمونها، حيث تبقى الخبرات والتَّجارب والرَّغبات والعواطف المنسيَّة موجودة ومحفوظة في ذاكرتنا اللَّاشعُوريَّة. 

وما تلك الانفعالات والمشاعر الَّتي تُباغتُنا بين الحين والآخر دون أَنْ نجد لها تبريرًا معقولاً أَو سببًا مفهومًا، والصُّور الذِّهنيَّة الَّتي ترتسم في مخيِّلتنا أثناء النَّوم "الأَحلام" إِلَّا نبضات تلك الحياة المختبئة في أَعماق عقلنا الباطن.
وكأَنَّها إِشاراتٌ تُومئ لنا لِنستَدِلَّ بها على مسارات ذاكرتنا المنسيَّة؛ فنحظى ولو بالقليل من معرفة الفعَّاليَّات الَّتي تنْشُط بها أدمغتنا دون مستوى إدراكنا الواعي.

والواقع أنَّ اللَّاوعي، هذا الجزء الأساسيِّ والحيويِّ من التَّفكير والشَّخصيَّة الإنسانيَّة، ينتمي إِلى تلك المفاهيم التي لا يمكن إِيجاد تعريف دقيق وشامل وموحد لها.
إِذ أَننا نتحدَّث هنا عن عمليَّات عقلية لا يمكن ملاحظتها وقياسها إلا من خلال تأثيراتها، ورصد الاستجابات الَّتي تظهر على السّلوك والأداء عند التَّعرُّض لمحفِّزاتٍ محدَّدة.
هذا عدا تباين شخصيَّات الأفراد، واختلاف ميولهم، ورغباتهم وانْطباعاتهم، فما يتمُّ تأكيده لحالة معيَّنة قد لا يتَّفق أو يتناقض مع باقي الحالات النَّفسيَّة.
كذلك طبيعة النَّشاط الذهني اللَّاشعوريِّ الذي يتمّ بشكل تلقائيّ.
والتَّدفُّق الدَّائم والمتجدِّد والسَّريع للمعلومات، والذي يجعل محتويات اللَّاشعور متداخلة ومتغيِّرة ومتحوِّلة باستمرار.
وفي ذلك كمٌ من الضَّبابيَّة والتَّشويش ما يُعْجِز الوعي العاديِّ "اليومي" عن الوصول إليها بشكلٍ مباشر.
تمَّ اِعتبار اللَّاوعي مفهوما أَساسيًا في علم النَّفس على يد طبيب الأعصاب النِّمْساويّ "سيجموند فرويد"، حيث اعتمده في فهم العلل النَّفسيَّة، ومن ثمَّ في طريقته العلاجيَّة القائمة على تحليل السُّلوك الإنسانيّ، واستنتاج دوافعه الخفِية من رغبات وتجارب وخبرات وصدمات.
فاللَّاوعي كما يراه فرويد يلعب دورًا مهيمنًا فِي الحياة العقليَّة، وهو الَّذي يَكْشِف المعنى والتَّرابط الحتميّ الكامن فِي الأحداث الّتي تبدو في ظاهرها عشوائيَّة وغير مترابطة مثل الأحلام، وزلَّات اللِّسان، والأَخطاء العفويَّة.
لكن وبينما يؤكِّد فرويد على الطَّبيعة الشَّخصيَّة أو الفرديَّة للاوعي، وبأَنَّه صوت الماضي الَّذيََ يمارس سطوته على حاضر تفكيرنا، وعواطفنا، وسلوكياتنا من مخبئِه السِّرِّيّ حيث تنزوي الأفكار المهجورة والمشاعر والرّغبات المكبوتة بفعل القمع.
فإِن اللَّاوعي كما يَرَاه عَالِم النَّفس السّويسريّ "كارل يونغ" في كتابه الشَّائق (جدليَّة الأنَا واللَّاوعي) لا يقتصر على المحتويات المكبوتة فقط؛ وإِنّما أيضًا على كلِّ المواد النَّفسيَّة الموجودة التي لم تكتسب بعد مستوى ومرتبة الوعي؛ أيَّ بذور المحتويات التي ستصبح لاحقًا واعية.
فاللَّاوعي يحتوي على خليط من العناصر السَّلبيَّة والإيجابيَّة.
حيث يظهر جانبه السّلبي في الاضطربات العاطفيَّة والمشاكل والصِّراعات النَّفْسيَّة التي هي في الواقع ليست إِلَّا نتيجة عدم فهم محتويات ذلك الجزء مِن ذواتنا وإهمال معالجتها بشكلٍ واعٍ. 

بالمقابل ومن منظورٍ إِيجابيٍّ فإِن استكشاف اللَّاوعي، وتحليل أحواله وتأْثيراته يساعد الفرد فِي تطوير شخصيَّته، والوصول إِلى مستويات من النُّموّ الرُّوحيِّ أَكثر اكتمالاً ونضجًا.
حيث يركِّز يونغ على الأحلام التي نستطيع من خلال تحليلها ودراسة دلالاتها أن ندرك فعَّاليَّات اللَّاوعي وصيرورته التَّطوُّريَّة التي لا شكَّ أَنَّها تتَّجِه نحو غاية، كما هو كلّ شيءٍ في الحياة يتَّجه نحو غاية ما، فاللَّاوعي دائمًا منشغل بخلط محتوياته وإعادة تجميعها، وتلك الفعَّاليَّات وإن كانت تحدث بعيدًا عن تحكُّمات الأنا (الشّخصية الواعية)، إلّا أنّها ليست في حالة انقطاع عنها، ولا هي مستقلة تمامًا، وحال غير هذا الحال سيكون علامة مرض.
لذا لا يمكن اعتبار الأحلام نشاطًا عديم الجدوى وبلا هدف.
وهي دائمًا ما تتقدم قليلاً بما تتضمنه من أفكار جديدة عن وعي الحالم.
وكونها تحدث بصورة تلقائية فإنّ هذا يكسبنا فهمًا موضوعيًّا أعمق لمحتويات أعماقنا المنسيّة، فهي نظامٌ ذاتي يعمل على تنظيم المحتويات والمشاعر المكبوتة، وإعادتها إلى مسار طبيعي وصحيح يتوافق مع الشّخصيّة الحقيقية للحالم.
وهنا لا بدَّ من التَّوقُّف قليلاً عند "اللَّاوعي الجمعيّ" وهو مفهومٌ يحمل فكرةً لافتة جدًّا، ومثيرة للجدل، اجترحه "كارل يونغ" مؤسِّس علم النَّفس التَّحليليِّ فِي مَعْرِض اختلافه مع زميله "فرويد" حول بعض مفاهيمه وأفكاره التي اختزلت كافَّة اَلدَّوافع الإنسانيّة في الغرائز الفطريَّة للذَّات اَلدُّنْيَا "الهو"، وَنَحت جانبًا تأثير عوامل الثَّقافة والتَّربية والبيئة والجينات الوراثيَّة على الشَّخصِيَّة.
حيث اعتبر كارل يونغ أَنَّ النَّفس البشريَّة تتكوَّن من ثلاثة أَجزاء:  الأنا، التي يحددها يونغ بالعقل الواعي، وهو المسؤول عن إحساسنا المستمر بالهوية طوال حياتنا، واللاوعي الشَّخصِيّ، واللَّاوعي الجمعيّ.
وهذا الأخير هو شكلٌ متَميِّز عن اَللَّاوعي الشَّخصيِّ، حيث يقرِّر فيه أَنَّ البشر يرثون إلى جانب الخصائص الفسيولوجيَّة، أنواعًا وأَنماطًا لاواعية من التَّجارب والخبرات البشريَّة المشتركة التي يتمُّ ترميزها في اَلذَّاكرة منذ الولادة، أَيْ أَنَّها فطريَّة، حيث تثير تلك اَلنَّماذج الأصليَّة (Archetypes) والصُّور البدئيَّة التي تظهر تحت أَشكالٍ مختلفة في حياتنا ردود أَفعالٍ متشابهة لدى أفراد الجنس البشريِّ، وذلك على اختلاف الزَّمان والمكان، وفي جميع الثَّقافات.
وغالبًا ما تتجلَّى تعبيرات تلك النماذج الأصلية من الرُّمُوز والصُّور والشَّخصيَّات والأحداث العالميّة المشتركة في الأحلام والفنون والأدب والسُّلوك الجماعيّ للمجتمعات.
ومنها على سبيل المثال: صورة "الأَب" والَّذي يُمَثِّل السُّلطة والحماية، "الأمُّ" التي تُمثِّل الرِّعاية والعناية، أَيْضًا "البطل" الّذي نشاهده في الأساطير والحكايات الشعبيَّة رمزًا للشّجاعة والانتصار على الصِّعاب.
وهناك المخادع الذي يمثّله غالبًا مهرج أو ساحر. ويتحدد دوره في إعاقة تقدم البطل وإثارة المتاعب له،  و"الرَّجل العجوز" الَّذي يمثِّلُ الحكمة والخبرة.
إن النماذج الأصلية ميلٌ غير مكتسب لتجربة الشيء بطريقة معينة، لذا تستقر الحالة النفسية للفرد كلّما كان النمط البدائي الذي يحمله في لاوعيه منسجمًا ومتطابقًا مع صورته الفعلية التي تمثله في الواقع. 
ولأَنَّ تلك الأَنماط والرُّموز وَالشَّخصيَّات والأحداث والصُّور الآتية من أَعماق التَّجربة الإنسانيّة ستتفاعل حتمًا مع المحتويات الفرديَّة، بل وستلعب دورًا أَساسيًّا في تَطَوُّر الشَّخْصِيَّة وتوجِيه سلوكها الحاليّ، في أبعادٍ يصبح فيها ماضينا البدائيَّ حجر زاويةٍ في تكويننا النَّفْسيّ.
فإنّ هذا يستلْزم بالطَّبع بداية، فهم تلك النَّماذج والرّموز اللَّاواعية، ثُمَّ دمجها مع وعي الفرد بصورة صحيحة لغاية تحقيق التَّكامل والتَّوازن والاستقرار النَّفسيِّ والعاطفيِّ والاجتماعيِّ للذَّات.

لذا قام يونغ بتحديد أربعة نماذج أصليَّة رئيسيَّة، تمثِّل رحلة النّفس، من حالة اللّاوعي إلى مرحلة تحقيق التَّفَرُّد أو الإدراك الكامل للذّات.
١- (الظّل): الجانب المظلم من الذّات حيث تكون الأفكار والعواطف والسّلوكيّات التي لا تريد الأنا الواعية الاعتراف بها أو التعبير عنها بشكلٍ علني؛ فتبقى قابعة في الظّل.
٢- الأنيما: وهي(روح الجانب الأنثويّ المكبوت في نفسيّة الرّجل) .
والأنيموس: وهو (روح الجانب الذَّكريّ المكبوت في نفسيّة المرأة).
حيث تؤثر تلك الصّور والأنماط والصّفات التي تمثّل المرأة المثالية في الرّجل الآنيما، والرّجل المثالي في المرآة الآنيموس، على الاختيارات العاطفيّة لكلّ منهما، وتفهمه لطبيعة الآخر.
٣- الشّخصية: الجزء غير الواعي الذي يعتمده الفرد لتشكيل صورته الخارجية أمام الآخرين..
والطّريقة التي يقدم بها نفسه إلى العالم بالتوافق مع توقُّعات المجتمع ومعاييره، وتجارب الشخص واحتياجاته في الحياة، وظروفه الاجتماعية والثقافية؛
فالشخصية هي قناع للعقل الجماعي، وليست الذّات الحقيقية للفرد، لكنها صورة معادية للظلّ.
٤- لتأتي أخيرًا الذات: وهي مركز الشخصية، والكلّ الذي يشمل جميع ما سبق، والمرحلة النِّهائيَّة من تطوّر النّفس "التَّفرُّد" والذي يعني تجريد الذّات من الأغلفة الزائفة للشخصية، وتحريرها من سطوة القوّة الإيحائيّة للصور البدائيّة.
والذّات على حد تعبير يونغ هي "الإنسان الكليّ الخالد الذي يمثّل التّكامل المتبادل بين الوعي واللّاوعي.
إِنَّ ذاكرتنا اللّاواعية قوَّة جبَّارة تعمل باستمرار، بل إنّ معظم معالجة المعلومات تتمّ من خلالها لأسباب تتعلق بالكفاءة.
تلك الكلمة التي ستأخذنا الآن إلى أحد أهم اهتمامات علم النفس المعرفي وهو الدور الذي تقوم به الذَّاكرة الإجرائيَّة طويلة المدى التي تعتبر فرعًا من الذّاكرة الضّمنيّة غير الواعية، في عمليتي التَّعَلُّم والتَّدريب، على وجه التَّحديد: العادات الحركية، والمهارات التي اكتسبناها عن طريق التّكرار والتّدريب المستمر على فعل أو نشاط معين..
بحيث يصبح بإمكاننا القيام به وانجازة بصورة آليّة أو تلقائيّة، دون أن يتطلب الأمر أيَّ تَدخُّل واعٍ منّا، أو استهلاك الكثير من التّفكير والانتباه.
وصولًا إلى اللَّاواعي التَّكيُّفيِّ الذي يُمكِّن العقل من معالجة المعلومات والتفكير بكيفِيَّة التَّصرُّف بسرعة كبيرة بطرق تحفظ وتغزز بقاء الكائن الحي عند التعرض لخطر مفاجئ أو حين حدوث تغير حاد في نمط البيئة المحيطة به.
وعمومًا يُمكن القول: بأنّه كلّما تمّ تكوين مفهوم برؤية أكثر تماسكًا، وقربًا من المنطق والعقلانية، يجرِّد اللّاوعي من لقب "وحش الأعماق" المتحكّم المطلق بالنّفس، والمصدر الأساسي للسلوك البشري.
فإن هذا يعني بالمقابل إِمكانيَّة وصول وتواصل أكبر يتيح للوعي اكتساب قدرٍ أكبر من البصيرة والفهم، وإعطاء دورٍ أكثر فاعلية لِلتَّفكير التَّحليليِّ المنطقيّ في إدارة الذّات..
وهو أمرٌ إيجابي بكل تأكيد وفي منتهى الأهمية؛ حيث أنّ اللّاوعي وأن كان يتفوَّق على العقل الواعي بالسّرعة والكفاءة في معالجته للمعلومات إلا أنّه أكثر عرضة للوقوع في ما يسمى بالتحيّز الضمنيّ (Implicit bias) وهي القوالب النَّمطيَّة والمعتقدات والمواقف والأحكام المسبقة التي يحملها الأفراد في عقولهم ويستخدمونها دون وعي ضد مجموعات معينة من النَّاس، وكثيرًا ما تَتَعارَض هذه التَّحيّزات مع القيم الواعية للفرد، منها على سبيل المثال: التَّحيُّز الجنسي، العرقيَّ، الدِّينيَّ، والاجتماعيَّ.
كذلك التَّأثُّر الأعمى بالأحداث اليومية، والأساليب الاقناعيّة والدّعائيّة التي تستهدف وتخاطب عاطفة المتلَّقي ورغباته الدّفينة للحصول على استجابة عاطفية، أو خلق انطباعٍ غير واقعي يماثل مقدار المبالغة والتهويل في المادّة الدّعائيّة.
فما أجمل أن ينصفنا النّسيان هنا بما يُجدي، فلا نعوذ نذكر أيًا منها!!.
ومؤكَّد أَنِّي لا أقصد ذلك النّسيان الذي يحدث نتيجة لخلل عضوي او نفسي؛ لأنه من أسوأ التجارب التي يمكن أن نمر بها، خاصّة عندما يؤثر سلبًا على قدرتنا على التعلم وانجاز المهام اليومية.
لكني أقصد النسيان الذي يعتبره العلم الحديث وظيفة من وظائف الذاكرة "الفلترة"؛ والذي هو بكلّ تأكيد نعمة تفوق كلّ تقدير.
فالجزء ما قبل الواعي من العقل قد يتناسى بعض المعلومات لأنها عديمة الفائدة والأهمية، أو يستبعد عمدًا الذّكريات المزعجة والمؤلمة، من أجل تجنب المشاعر السّلبية المرتبطة بها فلا يخرجها إلى المستوى الواعي.
ومن مدهشات النّسيان وأحواله أيضًا، عندما يصعب علينا اتخاذ قرار ما، ونقع في دوّامة الحيرة والتَّردُّد، رغم أهمية الموضوع بالنسبة لنا، وشدّة التّركيز عليه، واستمراريّة التّفكير بشأنه وذلك إلى درجة نشعر فيها بالفعل أن هناك ما يحول دون الوصول إلى نقطة حاسمة تتنهي إليها محاولاتنا في تحديد الأنسب والأصلح.
وهذا يحدث إمّا بسبب الغموض، أو التّشويش، أو الضّغط النفسي والعاطفي، أو نقص بالمعلومات، فيتم تعويض ذلك بعفويّة وتلقائيّة، وعلى الأغلب بصورة مفاجئة، وفي ظروف غير متوقعة، ومعالجة غير واعية للمعلومات؛ ليكون الناتج أخيرًا قرارات وحلول قد تبدو لنا للوهلة الأولى غير مؤكدة، لكن إذا ما أخذناها على محمل الجد، وأمعنا فيها النظر في ضوء ما نعرفه ونتذكره؛ سنكتشف كم هي صائبة ومبتكرة وابداعيّة إلى أبعد حدّ متخيَّل..
وكأن هناك قوّة خفيّة انتزعتها لنا انتزاعًا من مجاهل النّسيان، وأزالت عنها حُجب الأوهام والتفاصيل المرهقة..
إنّها ببساطة قوّة الحدس!.

الأربعاء، 15 مارس 2023

إنّها تطفو...


 
لا يمكن اكتساب أيّ نوع أو مقدار من المعرفة الحقّة، إذا ما انتهينا عند نفس النقطة التي بدأنا منها، وكأننا ندور في دائرة مفرغة... 
هذا حتمًا ما سنتوصل إليه لو تم التعامل مع الإشاعة (الاسم الدعائي للكذب) باعتبارها معلومة صحيحة أو صادقة. 
وذلك عندما يقدم البعض - للأسف- على نشرها بشتّى الطّرق والوسائل، دون أنْ يدَّخِر جزءًا من جهده المهدور بلا فائدة؛ للتأكّد والتّحقق من صحَّة محتواها!. 
كذلك التصورات الواهمة، والتّحليلات والاستنتاجات الخاطئة، التي يتلاعب من خلالها هؤلاء بمحتويات اللاوعي؛ لتحقيق غاية ما، مستغلين خوف المتلقي، وتعطشه لمعلومات أو تفسيرات مقنعة يُداوي بها تساؤلاته القلقة... 

زاعمين أنَّ تخميناتهم تلك، رغم ما يعتريها من التَّناقض والتَّخبُّط، نابعة من الحقائق والمعلومات التي يمتلكونها.

تلك التي لم تلحظها حواسُّهُم حتى تكتشفها عقولهم، فكيف لتحليلاتهم أن تتَّسق بيانيًا ومعرفيًا مع الحقائق الموضوعيّة.
وتلك الأخيرة هي افتراضات لها هيبتها، ومنطقها الّذي يُبيِّن حدودها ويثبت صحتها بالبرهان والدَّليل والتّجربة
، بحيث تفرض نفسها، وما يستنبط عنها ضمن تلك الشُّروط، فلا تتجاهلها أو تتجاوزها مهما اشتدَّ الغموض وتضاربت التّفسيرات، وهذا ما جعل المنهج العلمي وأدواته في تطور مستمر عبر العصور.  

كذلك ما يَتِمُّ قوله بدافع ملء الفراغ!. 
والفراغ هو الحالة التي تَنْشَط فيها التّفسيرات من منظور المؤامرة مثلًا؛ 
وهنا لا بدّ من طرح السؤال المنطقيِّ التَّالي: 
كيف تسنَّى ل"بحر العلوم"و "بئر الأسرار" 
 أن يعلم بوجود المؤامرة أساسًا، 
هذا عدا الإسهاب بالحديث التفصيلي البارد عنها!!
 يا من تدّعون أنّكم وجدتموها (أي الحقيقة) من بعد صرخة آرخميدس الخالدة...  
احترموا عقولنا..
 #متنبِّئ_زلازل 
#مؤامرة_تكتونية
 #وجدتها_Εύρηκα
 #إنها_تطفو

السبت، 11 فبراير 2023

ومضة وعي

 
 
شيءٌ ما، يخصّك وحدك، يومض في جسدك، يربطك بما حولك، فيصبح العالم كلّه مُضَاء.
مثل فتيلة الشّمع إذْ تَتَوسَّط عناصر اشتعالها، فتنير بلمسة هواء غير مرئية عتمة المادَّة.
ومضة وعي..
تجعلك بالفعل موجودًا في حياتك. تنشد بالتفكير والتحليل والتقييم فهم كل ما تعيشه ذاتك المدركة؛ وتحديد القرار الأنسب لك والأكثر عقْلانيَّة، بناءً على معلومة أو تجربة سابقة محفوظة في ذاكرتك.
ومضة وعي...
ترصد بها تيّارات الأحداث الحسّيَّة المدجَّجة بالمشاعر المتحفِّزة وهي تنساب بشجاعة عبر شِعَاب الإدراك النابضة بديناميكيّة الحياة.
بينما تحمل لك ومعك مسؤولية حُرِّيَّتك، دروب إرادتك، قلق تساؤلاتك، لغة أحلامك ورغباتك، معالم شخصيتك، إيقاعات أحزانك وأفراحك، ندوب هزائمك، وألق انتصاراتك.
ومضة تسمو بك فكريًا وشعوريًا إلى المعرفة الحقيقية، وتضعك في خانة مكافئة لقوى الكون، مدركًا معطيات واقعك، متصالحًا مع طبيعة ذاتك، حتى لو حشدت الظلال ضِدَّك كلّ انعكاس يَزفِر بترددات ضجيج مخاوفك وهواجسك..
ومضة واحدة ستعطيك هذا اليقين بأنّ لا شيء بإمكانه أن يخدش مرآة مفاهيمك، إذا ما استطعت الوصول إلى مرحلة تُحسن فيها إدارة ما لديك بِالانْتباه والتَّعقُّل والتَّرتيب...
مجرد ومضة وعي...
وستشعر أن زمانك كلّه ملكك...
وأنّ لوجودك بصمة حضور انبثقت من هذا الالتصاق الجوهريّ بمغناطيسيّة الفكرة...
تلك التي لا تحتمل الفراغ، ولا تقبل قسمة الفناء والتلاشي.
ولم تكن بالحظّ والمصادفة على الإطلاق!.

عندما يكون الأمل ميلادًا

  أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...