المبدأ لغوياً : هو أول الشيء ومادته التي يتكوَّن منها وفي مجالات العلوم والفنون فإن المبدأ هو قواعد العلم الأساسيّة التي يقوم عليها ولا يخرج عنها..
أخلاقيا: هو عقيدة يلتزم بها المرء ولا يخالفها..
المبدأ هو نقطة البداية لأي منظومة أو نسق فكري وهو الأساس الذي تبنى عليه النظرة الشخصية للأمور و القاعدة الفكرية التي تنطلق منها القيم والنظريات والمواقف والمنهج المعتمد في القول والفعل والتفكير.
لكن عند الحديث عن المبادئ تساؤلات تطرح نفسها على الذهن ...
أولها :ما هو الصواب والخطأ في عالم المبادئ ؟؟
ثانيها :هل هناك مبدأ جيد وآخر سيء ؟؟
ثالثها : هل المبدأ ثابت أم متغير؟؟
لكل انسان مبادئه الخاصة به والتي يستنبط منها أحكامه ورؤاه للوصول إلى غاياته أو تحقيق هدف معين.
ما يجعل المبادئ مختلفة عن الحقائق أن الأخيرة مفروضة على الإنسان لا يستطيع بفكره وعواطفه التدخل أو التحكم فيها أما المبادئ وهذه برأيي من أهم الخصائص الجوهرية للمبدأ فإن الإنسان يقوم بمحض ارادته وبكامل حريته باختيارها واعتمادها وفرضها على نفسه .
اعتاد الناس في كل زمان ومكان على احترام أصحاب المبادئ والتغني بهم وبمواقفهم الشجاعة،وذلك لأن المبادئ ارتبطت في أذهان الناس بالأديان والمثل والقيم الأخلاقية العليا فصاحب المبدأ هنا يطوع الظروف لصالح ما يحمله من مبادئ وأفكار لذا نراه في حالة صلح دائم مع نفسه ومع الآخرين على اختلاف أفكارهم ومعتقداتهم وعاداتهم ..
أصحاب المبادئ في عالم القيم والمُثل الأخلاقية العليا لا تتصادم مبادئهم ولا يلغي أحدها الآخر بل تكون العلاقات بينها مبنية على حسن الجوار ورغم اختلاف المناهج وتنوعها إلا أن هناك أمر مهم يجمعها ألا وهو الهدف المتمثل بتحقيق الخير للانسانية.
"دعونا نحلم بامكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع ولو نظرياً"
الثبات على المبادئ القائمة على سمو النفس والقيم العليا أمر في غاية الأهمية وهو المطلوب ليعم التفاهم والسلام والاستقرار بين البشر لكن المبادئ لا تكتفي بهذا التعريف الذي يفقدها شموليتها فكل فكرة أو سلوك في الحياة سواء كان جيداً أو سيئاً انطلق من مبدأ ما وهذا يعني أن علينا أن نتعامل يوميا مع عدد لا نهائي من المبادئ لكل واحد منها صفته وبيئته وزمانه وانسانه وهذا يتطلب المزيد من الانتباه والحذر في تناول خياراتنا أثناء التعاطي معها واتخاذ قرار التجاوز عنها أو اعتناقها أو تعديلها أو استبدالها بأخرى جديدة تكون مناسبة لعصر المتغيرات ومتطلباته.
إن غياب المبادئ التى تساعد في بناء الشخصية الانسانية وصقلها يعني اتباع الأهواء والخضوع التام لسلطان الفوضى ويظهر هذا الأمر عند قيام البعض بتصرفات مؤذية غير مسؤولة تجاه نفسه أولا وتجاه الآخرين...
قوة المبدأ تتجلى في قدرته على الانصهار مع الذات لتحقيق السلام الداخلي للانسان وتفسير الظواهر ومحاورتها بلغة العقل فكل مبدأ يقوم على حرية التفكير ولا يخالف العقل وقواعد المنطق والفطرة السليمة سيقود الانسان حتما إلى أن يكون قولا وفعلاً ابناً باراً بقدسية الحياة.
الاثنين، 12 أكتوبر 2015
قراءات في الذات الانسانية "المبادئ"
الجمعة، 9 أكتوبر 2015
رقائق روحانية "الألم"
-زاهدة: يقولون: أنه يَجب عَلينا أن نتألم لكي نصبح أقوياءْ... ما رأيك ؟
-محب: لا يُمْكِنُ للألمِ أنْ يصنعَ قوةً... فالألمُ يمكنه أن يصنعَ شرًا، وضيقَ أُفُق مُعظمُ الاَلام تجعلُ الانسانَ أقربَ الى العدوانية
-زاهدة: أو أقربَ إلى الموتْ، السُكون، الضَعفْ. لكن الألم قد يكون دافعًا لأن نقوي نقاطَ ضعفنا.
محب: هل تقصدين الموتُ المجازي؟!
-زاهدة: نعم هذا ما أقصده
محب: صحيح.
-زاهدة : لكن ما الذي نشعر به عندما يُهاجمنا الضَعف الانساني ونصبح قليلي الحِيلة أمامَ أزمات الحياة ومشاكلها الكثيرة؟ أليس هو الألمْ.
-محب: الأزمات والمشاكلُ جزءٌ لا يتجزأُ من الحياة، فلولا وجودها لما شعرنا بالجمال والحب والرخاء، فالألم الجسدي مكتوب علينا لأننا بَشر هو جزء من حَياتنا لكن الألمُ الحقيقي هو الجَهل.
-زاهدة: لكن، أعتقد أنّ الانسانْ بحكم تكوينه يبقى جَاهلاًً حتى يدْركُه الألمْ ،وكأنَ الاحساس بالألمْ دليلُ معرفةٍ وحياةْ.!
-محب: يمكننا أن نتقبلَ تلكَ العبارة؛ لكن بتحفظ!!
-زاهدة: ما الذي أثار حفيظتكَ فيها بالضبط؟
-محب: لا نستطيعُ ان نقولَ أنه لولا وجود الألمُ لما شعرنا بأننا أحياء؛ فليسَ الألمُ الدافعَ الحقيقي للحياة!
-زاهدة: أتفق معك تماماً.
إنّ الآلامَ التي نعيشُها هي ضَريبةٌ للحَياة وليستْ مَعنى الحَياة ولا هدفنا مِنها .
-محب: لا يهمُ أن نتفقَ أو نختلف؛ بل الأهمُ من هذا كله أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام الأزمات والمشاكل.
-زاهدة: أن نصبح أقوى وأكثرَ جرأة وإقداماً في المُواجهة.
-محب: ولا نُعطي الأمورَ أكبرَ حجمها
زاهدة: كيفَ يكونُ ذلك؟
-محب: بالقراءةِ، والثقافةِ تتسعُ المدارك؛ ونستطيعُ التغلبَ على كلِّ المشاكل
فَلَو نظرنا جيداً؛ لعرفنا ان معظمَ مشاكلنا تافهة، وأننا نَحْنُ من نجعلها كبيرةً ومعقدة!!
-زاهدة:هذا على المستوى الشَخصي لكن كيف ستتغلَب على آلامك الواقعة عليك بفعل الغير؟
-محب: مهما كانَ مصدرُ المشاكل؛ فهي بسيطة؛ ولكنها تحتاجُ منا لعقلٍ ورويَّة!! فالحلولُ متاحةٌ لكلِّ مُتدبِّرٍ واعٍ ولا تنسي أنّ الحَق هو القوة .
زاهدة:رغم أن لنا الحق في أن نكون ما نريد بلا ألم ...
إلا أنه لا بدّ أن تتألم.
لا مفرَّ من هذا الشعور الطاغي وفي حينها سَتعيشه بكامل تفاصيلهِ المُرهقة.
-محب: لَمْ أجعلْ للألمِ مكاناً في حياتي، مُطلقاً! عادةً، لا أُلقي بالاً لما يُسمى ألمًا.
-زاهدة:ربما لأننا أقوياء
محب: ربما
ولكنَّ الاقربَ للصواب هو الذكاء الاجتماعيّ!!
-زاهدة: أن تفهم المعنى الحَقيقي للحَياة وتواجه صعوباتها بحكمة يقودها الذّكاء لا الألمْ.
-محب: صحيح، هذا ما عنيتُهُ تماماً.
فالألمُ هو بحد ذاته ضعيف؛ كالنار، إِنْ لم تُغذّها فَسَتُخمَدُ بأسرع مما نتخيل أو نتصور.
-زاهدة: جميل هذا الوصف، الأمر بالنهاية إرادي نحن من نقرر.
-محب: الذي يَكُونُ صاحبَ قرارٍ حقيقي بحياته، يَكُونُ دائماً سيدَ الموقف..
-زاهدة:صحيح ، يكون دائماً الأقوى.
-محب: سيكون صانعَ سلامْ.
-زاهدة: رغم الألمْ
-محب: رغم الألمْ
رقائق روحانية ....الإيمان
-حالمة : يقولون : الإيمان لا يكون ايماناً،
إلا إذا كان يناقض العقل والمنطق، وإلا فهو فكر وفلسفة ما رأيك؟
-واثق : أُخالفُ المقولةَ جملةً وتفصيلاً؛ فهو لا يتعارض تعارضاً، وإنما يكون الايمانُ كعمليةِ التهذيب.
-حالمة : أو ليس الايمان ملكةً من ملكات العقل فكيف يناقضه ويتعارض معه ...
هل تتفق معي؟
-واثق : طبعاً اتفقُّ تمامَ الاتفاق
فلا يُمكن أن نكونَ مخلوقين بعقلٍ ومنطقٍ يتعارضُ مع الإيمان ، وخاصةً إذا كنا مؤمنين بلطفِ الله في مخلوقاته.
-حالمة : سيقول البعضْ أن الايمان مصدره القلب والقلبُ أثبت علمياً أن وظيفته فقط ضخ الدم
-واثق: يقولون ما يقولون، ولكن لا يُمْكِنُ للشمسِ أن تُغَطى بغربال، فالإيمان يعتمدُ اعتمادًا لا مُتناهٍ على العقل والمنطق.
-حالمة : الإيمان هو اليقين.
واثق : صحيح ، ولن تتَأتّى درجاتُ اليقين دون عقل ومنطقٍ يدعمه.
-حالمة : حتى تصل بايمانك إلى نقطة اللا عودة
-واثق: حتى لو وصلت؛ فالعقل والمنطق كحائط الصد لو أن الإيمان يتعارض مع العقل والمنطق؛ لما كانَ للعقلِ والمنطقِ حاجةٌ!!
-حالمة : ولا يمكن لانسان مؤمن بشي أن يكفر به يشكل كامل، هو يوهم نفسه بذلك لكن الإيمان سيظهر
واثق : لو لم يظهرْ؛ فهو أقربُ الى الفطرة
-حالمة : صحيح لدرجةٍ يستحيل التفريق بينهما
-واثق : أوافقكِ تماما.
الخميس، 1 أكتوبر 2015
العقوبة ...هي ذاتها العروبة
خارج حدود العدل ..
الأربعاء، 30 يناير 2013
سمــاء من أجلك...
لن أناقش حبك ولن أكفَّ عن مخاطبة أحلامي البعيدة بالدَّمع والغناء... وسأبقى لاجئة لحظة يعلنك فيها المكان موعداً... ثورة على كل الوجوة الكئيبة... مجد كبرياءٍ يدافع عني حدَّ الموت ويقاسمني ضجة النصر والفرح.
لن أناقش حبك ولن أتحرر من عينيك ففيهما كل ما أطلبه من اللانهائيات... كل ما يجعلني أكثر عشقاً وجنوناً لتكُون لي كما كنت من أجلك وطناً ونشيداً وعرشاً من الياسمين...
الأحد، 18 نوفمبر 2012
كـــل شيء
عندما يكون الأمل ميلادًا
أن يكون الإنسان قادرًا على التَّحكُّم بردود أفعاله، فيرسم مساره الخاص، مُتَّخِذًا منحى التّفكير الإيجابي، ومتجاوزًا كل ما يرهق النفس ولا ي...
-
هل وضع أرسطو قوانين المنطق لضبط أساليب الجدل، وتتبع خطوات المناقشة مع السفسطائيين الذين كانوا يرجحون كفَّة أساليب الإقناع على كفَّة صحة ال...
-
كان فنّ الخطابة في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد هو السبيل الوحيد للوصول إلى مراتب ومراكز عليا في أثينا، سواء في مجالس الحكم والجمعيات أو...
-
أكتب لك.. وأعلم أني مهما حاولت لن أجد مفردة قادرة على احتواء ما يجول في البال من مشاعر في كل مرة أحاول فيها استحضار عينيك بوصلة قلم...