كيف يمكننا تصور شكل هذه الحرية التي ستغلق في وجوهنا أبواب السعادة ؟
-الآخر : في البدايةِ أولًا، يجب علينا أن نوضح مفهوم الحرية لكي ندرك دورها وعلاقتها بالسعادة.
-أنا: الحرية هي أن نتحلى بالإيجابية والشجاعة الكافية؛ لنكون مسؤولين عن أقوالنا وأفعالنا.
أما السّعادة هي أن تكون حرًا في إطار عالم القيم والمبادئ التي تتخذها لنفسك دون إجبارٍ أو إكراه .
-الآخر: بنظري السعادة، هي حالةِ التجارب التي نقدم عليها، دونما وضع حدودٍ ومتاريس على عقولنا وفكرنا، وعدم الاهتمام أو المبالغة في مشاعر القلق والتوتر لما هو قادم ، فالسعادة هي أن نعيش اللحظة دون أن نُحَمِّل أنفسنا هموم الغد وأعباء الماضي!!
أمَّا الحرية فهي القدرة على الاختيار والانطلاق بما يكفي للخروجِ من حالة الجمود والموت الذي يكتنف حياة الناس الذين ظنوا أنّ الحرية بابٌ محرَّم فتحه، أو الخوض فيه..
-أنا: قوانين الطبيعة ، الضوابط الأخلاقية والدينية والقانونية، الفكر المجتمعي السائد، السُلطة أيًّا كان نوعها وشَكلها، الظروف المحيطة بنا، العادات والتقاليد، طبيعة الجسد ورغباته كلها عوامل تحدّ من حرية الإنسان.
-الآخر: أتفق معك تمامًا بأن الهدف من وجود هذه الضوابط هو حماية الحقوق والحريات وتنظيمها بحيث لا تتعدى واحدة على الأخرى...
واذا أردنا أن نكون عادلين، فهذا يعني أنه لا يمكن لنا أن نصدر حكمًا أو وصفًا على أقوال وأفعال الآخرين دون أن تكون صادرة من إرادة حرّة..
-أنا : لكن عادة ما يصنع الناس تابوهاتٍ جامدة؛ تابوهات لا تستند على أمر فيه خير أو منفعة وللأسف نظن أنها دستور الحياة الذي لا يَجب أن ينتهك أو يكسَر!!
-الآخر : هذا الوهم بعينه ..
طالما كان الانسان مؤمنًا بذاته فلن يجعل لهذه التابوهات مكاناً في حياته... بل يجب عليه أن يفتح كلَّ الأبوابِ المغلقة؛ فالفكرة والنهج قد يبتدعه شخصٌ واحد ولن يشكل بالضرورة الرأي المخالف عائقا أمامه.
-أنا : كثيرون هم من وهبوا حياتهم وأعوامهم للحرية ...
-الآخر : أتعلمين أمرًا ؟
-أنا: صحيح، ومن حريتك ستأتي حريتي وسعادتي أيضا.